وعن الأحنف بن قيس قال:"جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصَّافًا لفرجه وبطنه"(١).
وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ في القضاء:"ومن تزيَّن بما ليس فيه، شانه الله"(٢).
وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى.
(١) قوله: "قال الأحنف بن قيس: (جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام) "، وذلك لأن هذه الأمور ليست من الأمور التي تقصدها نفوس العقلاء، وترتفع نفوسهم بها، وإنما ينبغي أن تكون مجالسنا فيها ذكر الآداب، فيها ذكر الأحكام الشرعية.
كذلك من الأمور التي تتعلق بهذا: أن لا يظهر الإنسان صفة ليس متصفًا بها حقيقة، كأن يُظهر للآخرين أنه يقوم الليل وليس كذلك، أو يظهر للآخرين أنه يقرأ القرآن أو يحفظ كتاب الله، وليس فيه تلك الصفة.
(٢) قوله: "قال عمر ﵁: (من تزين بما ليس فيه شانه الله) "، ويقول النبي ﷺ:(المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)[١]، المتشبع بما لم يعط: الذي يقول أنا متصف بالصفة الفلانية، ومتصف بالصفة الفلانية، وهو لا يتصف بذلك، هذا كلابس ثوبي زور، والزور: هو الكذب وتمويه الحقائق، وجعلها كالثوبين لأنه أولًا قد كذب على نفسه، بحيث يُظهر أنه متصف بهذه الصفة وليس كذلك، وكذلك قد زوَّر صورته في نفوس الآخرين، ولذلك جعله كلابس ثوبي زور.