وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁:(أحبِّ إليَّ أن أنْظُرَ القارئ أبيض الثياب)(١).
أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى -: "كأسراب القَطَا (٢)، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض"(٣).
فإياك ثم إياك (٤) من لباس التصابي (٥).
(١) قوله: "قال عمر ﵁: (أحبُّ إليَّ أن انظر القارئ أبيض الثياب) "، ولهذا جاء في الحديث أن النبي ﷺ أمر باختيار الثياب البيضاء، وقال:(البسوا من ثيابكم البيض وكفنوا فيها موتاكم)[١]، وهذا لأن الثوب الأبيض يجر النفوس إليه، وترتاح العين برؤيته، ويسكن القلب بالاطلاع على صاحبه.
(٢) قوله: "والناس كما قال شيخ الإسلام: كأسراب القطا"، القطا نوع من أنواع الطيور.
(٣) وقوله: "مجبولون على تشبه بعضهم ببعض"، فطائر القطا إذا فعل واحد منهم شيئًا فعل البقية مثل فعله، تجدونهم في أول النهار إذا صوَّت واحد منهم لجت أصواتهم في وقت واحد.
(٤) قوله: "فإياك ثم إياك .. "، يعني احذر.
(٥) قوله: "من لباس التصابي"، أي: أن تلبس مثل لبس الصبيان بحيث يظن الناس أنك صغير السن.
[١] رواه الترمذي (٩٩٤)، والنسائي (١٨٩٦)، وأبو داود (٣٨٧٨).