= الثاني: أن يتأمل الإنسان في العواقب التي تنتج عن هذه الكلمة، فإن كانت العاقبة حميدة تكلم بها، وإن كانت العاقبة غير ذلك لم يتكلم بها.
الثالث: أن يتأمل في طريقة كلامه وأسلوبه، بحيث يكون مرتبًا ترتيبًا صحيحًا لا يأتي بكلام متنافر لا يصح أن يرتب بعضه مع بعض.
الرابع: أن يحرص أن يكون كلامه سهلًا، بحيث يجتنب التقعر في الكلام.
الخامس: أن يحرص أن يكون كلامه سهلًا من جهة وضوحه، واضحًا عند سامعه، يعرف المراد به.
السادس: أن يجتنب اللفظ الذي يكون مجملًا يحتمل معاني متعددة، فإن الألفاظ المشتركة إذا أطلقها الإنسان قد يفهم منها غير ما يريده المتكلم به.
السابع: فيما يتعلق بإطلاق الأسئلة، يتحرى الإنسان في أسئلته عند شيخه، فلا يتكلم بلفظ في سؤاله إلا وهو دال على المراد الذي يريده، ويكون ملتزمًا فيه جانب الأدب، كذلك يكون كلامه مفهومًا عند شيخه، بحيث يجتنب ما قد يظن أنه لا يُفْهَم.
وكذلك يحرص عند سؤاله ألا يتكلم بالألفاظ التي لها معان متعددة، ويكون الكلام في أحد هذه الأبواب التي يفهم منها خلاف مراد السائل، مثال هذا: كلمة (المفرد) في النحو نطلقها مرة ونريد بها ما يقابل الجملة، وما يقابل شبه الجملة، ومرة نطلق كلمة (المفرد) ونريد بها ما يقابل المثنى والجمع، فعندما يأتي الشيخ ويتكلم في باب الخبر، ويقول: الخبر ينقسم إلى مفرد وجملة وشبه جملة، فيسأله عن المفرد الذي هو مقابل للمثنى والجمع، فحينئذٍ يكون قد أدخل في الكلام ما يكون سببًا للتشويش، إما تشويشًا على الطلاب، أو محرجًا للأستاذ؛ لأنه سيمتنع عن الجواب لكي لا ينتقل للجواب عن ذلك السؤال في ذلك الموطن؛ خشية من تداخل هذه المصطلحات.