الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا، وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين.
فهل من عودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، لا على المذكرات، وفي حفظها لا الاعتماد على الفهم فحسب (١)، حتى ضاع
= انسجامهم بطريقة المتحابين ونهج سلفنا الصالح، ولذلك أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، ولذلك لا زال أهل العلم يستندون إلى أقوال علماء هذه البلاد ويرجعون إليهم، وهذا من فضل الله - جل وعلا -.
(١) قوله: "فهل من عودة إلى إصالة الطلب … "، طالب المؤلف بالعودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، وبالرجوع إلى كتب أهل العلم.
أما الكلام الوعظي والحديث السياسي والمحاضرات العامة والتي ليس لها أساس ومنهج فإنها لا تنضبط، وبالتالي ينبغي في دروسنا أن نرجع إلى المتون العلمية حتى نضبط العلوم ونعرفها، وأما الكلام الذي يكون بدون رجوع إلى كتب أهل العلم فإنه لا ينضبط، ولا يؤسس طالبًا للعلم؛ لأنه يحفظ ما في هذه المذكرات وينساها بعد مرور أوقات الاختبار فيها، أو بعد مضي زمن، ثم بعد ذلك يصبح هو والعامي في مرتبة واحدة، ولكن من ضبط العلم بمراجعة متونه وأصوله فإنه حينئذ يتمكن بذلك من ضبط العلم، وبذلك أيضًا نعرف مواطن بحث المسائل في الكتب، ومن هنا ينبغي أن لا يعتمد على مجرد الفهم، وينبغي أن يكون لنا طريقة في حفظ الأصول الشرعية، كتابًا وسنةً ومتون أهل العلم، فإنه بمضي الوقت يضيع الفهم ويبقى الحفظ، فالحفظ إذا بقي أمكن الفهم، لأن الآلة عندك موجودة، لكن إذا كان عندك فهم ولم يكن عندك الأصل فإن المفهوم يضيع، وتكون عندك الآلة، لكن ليس عندك الأصل الذي ترجع إليه في الفهم.