للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى، ثم تكون القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تُعْقَد الدروس (١)، وكانوا في أدب جم، وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف (٢)

= مختصرة تدل على معانٍ كثيرة، وهذا من بركة ما آتاه الله لذلك الإمام غفر الله له؛ ينبهك إلى جزئيات تكون منطلقًا لك في حياتك كلها، وهكذا امتاز أصحاب المعتقد الصحيح الصحابة فمن تبعهم بكلام سهل يسير لا تجد مثل هذه التنبيهات عند غيرهم، بل عند غيرهم تجد الكلام طويلًا كثيرًا وفائدته قليلة، ولذلك كان من فضل الله - جل وعلا - على هذه البلاد أن جاءنا فيها من العلماء من يكون محلّ ثقة عند العالم الإسلامي ككل؛ وذلك لأنهم ينطلقون في علمهم من معتقد صحيح، ويُؤسسون علمهم على أصول صحيحة، وقواعد للتعلم صحيحة، وكذلك يستندون ويعتمدون في كلامهم على أدلة شرعية واضحة من القرآن والسنة، ونحمد الله على ذلك.

(١) قوله: "وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب … "، ذكر المؤلف كيف كان أولئك يشغلون جميع أوقاتهم بالتعلم، فكانت الأوقات كلها عامرة في الطلب ومجالس العلم، ذكر المؤلف صفتهم في هذا، والناظر في تراجمهم يجد هذا واضحًا جليًا، فحينئذ لا ينبغي للإنسان أن يلتفت إلى هذه المشغلات التي تشغله من أنواع الألعاب، أو أنواع المجالس، أو أنواع الأحاديث الجانبية في غير العلم الشرعي، أو الكلام في تفاصيل الوقائع والحوادث السياسية.

(٢) قوله: "وكانوا في أدب جم وتقدير .. "، ذكر ما هم عليه في هذه الحلقات من أدب جم، وتقدير فيما بينهم، وعزة نفس للإنسان بحيث لا يذهب إلى سفاسف الأمور، مع =

<<  <   >  >>