قلت - أي الذهبي -: "الأمانة جزء من الدين (١)، والضبط داخل في الحِذْقِ، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقيًا، ذكيًا، نحويًا، لغويًا، حييًا، سلفيًا، يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يَفْتُرَ من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع (٢)،
= ثالثها: يحتاج إلى الضبط وهو تمام الحفظ بحيث يروي كما سمع.
رابعها: يحتاج إلى حذاقة في الصناعة، معرفة القواعد التي يُصَار عليها في التعلم.
خامسها: وجود الأمانة لئلا يُدْخِلَ في العلم ما ليس منه، وينبغي أن يُعرَف بذلك حتى يوثق بكلامه، من لم يُعرَف بأنه أمين لم يُعْتَمَد على قوله.
* وذكر المؤلف أيضًا كلام الذهبي، فقال: "الأمانة جزء من الدين .. "، بحيث يرجع بعض هذه الصفات السابقة الخمس إلى بعضها، فالأمانة رجعت إلى الدين، والضبط رجع إلى الحفظ، وحينئذ قال: "ينبغي أن يكون تقيًا"، والتقوى: الإقدام على الطاعة، والهرب من المعصية تقربًا لله، من أجل الآخرة، وأن يكون ذكيًا يعرف حقائق الأمور وبواطنها، نحويًا: يعرف قواعد ضبط أواخر الكلمات، لُغَويًا: يفهم معاني الكلام، زكيًا: يعني: طاهرًا ليس في نفسه خبث ولا طوية غير محمودة، حييًا: يستحيي مما لا يليق به، سلفيا: سائرا على نهج سلفنا الصالح، يبتعد عن البدع.
* قوله: "يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد .. "، يعني أن طالب العلم حتى يصل يحسن أن يكتب بيديه مائتي مجلد من الفوائد، ومن أنواع العلم (ويُحَصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد)، فإذا قرأ خمسمائة مجلد، وكتب مائتي مجلد من الفوائد فقد أحرز العلم.