للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير، أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنبًا الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل (١).

= الأسئلة، وفي حسن الأدب عند تصفح الكتاب أمامه، وفي ترك التطاول، أي: اعتقاد أن للنفس فضلًا على الآخرين، يستدعي ترفعها عليهم، وترك الماراة أيضًا، وهو الحديث العقيم، والمناقشة غير الهادفة.

(١) قوله: "وعدم التقدم عليه بكلام … "، أي الثالث من آداب التلميذ مع شيخه، إذا جاءت مسألة ينتظر الطالب فلا يتكلم حتى يتكلم شيخه، وإذا بدأ في المجلس يبتدئ الشيخ قبل تلميذه، وهكذا أيضًا في المسير؛ فلا يتقدم عليه في السَّير، ولا يكثر الكلام عند شيخه؛ لئلا يشوش عليه، ولئلا يكون كلامه صارفًا لذهنه عن فهم كلام شيخه.

فقوله: "عدم التقدم عليه" يشمل أيضًا عدم معارضته والرد عليه، أو الإلحاح عليه في جواب، وإذا سأل شيخه فسكت فإنه يحفظ الأدب معه فلا يسأل مرة أخرى، ويتجنب الإكثار من السؤال، لعله أن يأتي في كلام شيخه ما يجيب عن سؤاله، خصوصًا إذا كان هناك جماعة يشاهدون الموقف، فإنه حينئذ يكون حفظ الأدب مع الشيخ أولى.

وإذا لم يحافظ الإنسان على هذه الآداب؛ بحيث كان الطالب يتقدم على شيخه في الجواب، فإنه سيجعل الطالب يعتقد أنه أفضل من شيخه، وأنه عنده علم ليس عند شيخه، فيورثه ذلك الغرور، ويورث شيخه الملل منه، وهكذا ينادي الطالب شيخه بما يكون أحب إلى نفسه من الأسماء التي فيها إجلال له، ومعرفة لحقه.

<<  <   >  >>