للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تناده باسمه مجردًا، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخي! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بُعْدٍ من غير اضطرار (١).

وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة على الأدب مع معلم الناس الخير في قوله: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [النور: ٦٣].

وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: (يا فلان) أو (يا والدي فلان)، فلا يجمل بك مع شيخك.

والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به (٢).

(١) قوله: "ولا تنادله باسمه مجردًا، .. " أي: يجتنب الطالب النداء على شيخه من مكان بعيد، فإذا كان الشيخ بعيدًا فلا تناده حتى تقرب منه، فتكلمه فتناديه؛ ذلك لأنه إذا كان بعيدًا فناديته قد يكون ذلك سببًا من أسباب جرأة الناس عليه.

وهكذا أيضًا إذا خاطبه الإنسان عن بعد فإنه سيتطلب منه أن يرفع صوته بالجواب، وهذا من الأمور غير المستحسنة عند العرب.

هكذا أيضًا لا تناده باسمه، كما أنه لا يحسن أن تنادي والدك باسمه، فهكذا الأب من التعلم.

(٢) قوله: "والتزم توقير المجلس .. "، أي مجلس الشيخ يحفظ الطالبُ الأدبَ فيه، ويُوقِّر المجلس، ويظهر للشيخ ولغيره أنه قد استفاد من هذا الدرس، وأنه فرح به.

<<  <   >  >>