للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر، فاستأذنه بذلك؛ فإنه أدعى لحرمته، وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك (١).

إلى آخر جملة من الأدب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك، وفاءً لحق شيخك في "أبوته الدينية"، أو ما تسميه بعض القوانين باسم "الرضاع الأدبي" وتسمية بعض العلماء له "الأبوة الدينية" أليق، وتركه أنسب (٢).

واعلم أنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت يكون من علامات الإخفاق (٣).

تنبيه مهم: أعيذك بالله من صنيع الأعاجم والطرُقِيّة، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد (٤).

(١) قوله: "وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر فاستأذنه بذلك"،، أي: وإذا بدأ لك الانتقال من شيخ إلى شيخ آخر فاستأذن الشيخ الأول؛ حفاظًا لحرمته، ولتبقى المودة بينك وبين شيخك، ويستمر في العطف عليك.

(٢) قوله: "وفاء الحق شيخك في أبوته الدينية .. "، ذكر المؤلف ماذا يُسَمَّى المعلم؟ بعضهم يقول: أبوك من الرضاعة الأدبية، وبعضهم يقول: هذه الأبوة الدينية.

(٣) قوله: "واعلم أنه بقدر .. "، اعلم أنه بقدر رعايتك لحرمة الشيخ يكون نجاحك وفلاحك، وكلما تركت حرمة الشيخ أدى بك ذلك إلى الإخفاق وعدم الاستفادة، فهناك ثلاثة إن لم يُكْرَمُوا لم يُعطوا، منهم المعلم.

(٤) قوله: "تنبيه مهم"، أي: وانتبه، فإن كونك تحفظ الأدب مع الشيخ لا يعني أن تغلو فيه، من مثل لحس يده، أو تقبيل الكتف، فهذه كلها ليست مشروعة، ولا يقال بأن =

<<  <   >  >>