للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا﴾ (١) فارغًا إلَّا من ذكر موسي كأنَّه لامتلائه بذكره لم يسع غيره.

واللَّام الدَّاخلة في قوله: "لِلَّهِ" قد تكون بمعنى الملك والاستحقاق كقوله تعالى: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ (٢)، وقول الواحد مِنَّا: الحمد لله، وقد تكون لام العلة كقول المصلي: أُصلي لله أي: لأمره أو طلبًا لرضاه.

ويمكن تنزيل قوله: "وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لله" على الوجهين أما على الأول فالمعنى أنه فَرَّغَهُ ليصير لله أو جعله خالصًا لله، وأما على الثاني فالمعنى أنه فرغه لأمر الله تعالى بذلك وطلب به رضاه ورحمته، وعلى المصلي الاجتهاد في دفع الشواغل ما أمكنه، فإن لم يتيسر التفريغ في جميع الصلاة فلا ينبغي أن تخلو عنه جميع الصلاة، وحقٌّ على مَنْ عرف مِنْ ربه أن بيده الخير وله الخلق والأمر لا غير أن يفزع إليه في الحاجات ويفرغ له القلب في المناجاة ولا أن يعتز بمن سواه ويعتز به وبما أولاه.

وقد أنبأنا أحمد بن إسماعيل، أنبا أبو زيد الْفَزَارِيُّ (٣) سَمَاعًا أو إِجَازَةً، أنبا عَلِيُّ بن مُحَمَّدٍ، أنبا عبد الرحمن بن محمد الْفَامِيُّ، أنبا الْأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ محمد بن حَبِيبٍ قال: أَنْشَدَنِي أبو سَعِيدٍ محمد بن سَعِيدٍ الْقَزْوِينِيُّ الصُّوفِيُّ : [وافر]


(١) القصص: ١٠.
(٢) البقرة: ٢٨٤.
(٣) في د: الفراوي. والمثبت من س. وهو محمد بن الفضل بن علي أبو زيد الفزاري. ترجمته في "التدوين في أخبار قزوين" (١/ ١١٦).

<<  <   >  >>