للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأتاه يوم القيامة فردًا فسيجعل له من فضله وُدًّا.

وفي التَّفاسير أنَّ فارعة أخت أمية بنت أبي الصلت أنشدت رسول الله من شعر أخيها فيما أنشدت: [خفيف]

عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ تُعْرَضُونَ عَلَيهِ … يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَالسِّرَارَ الْخَفِيَّا

يَوْمَ يَأْتِي الرَّحْمَنُ وَهُوَ رَحِيمٌ … إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيَّا

يَوْمَ تَأْتِيهِ مِثْلَ مَا قَالَ فَرْدًا … ثُمَّ لَا بُدَّ رَاشِدًا أَوْ غَوِيَّا

رَبِّ إِنْ تَعْفُ فَالْمُعَافَاةُ ظَنِّي … أَوْ تُعَاقِبْ فَلَمْ تُعَاقِبْ بَرِيَّا

وهذه الباء الواقعة في أول التسمية تسمى باء الإلصاق لإلصاقها الفعل بالمفعول، والفعل محذوف فيها، وكأن حذف الفعل للتنبيه على أن كل فعل ينبغي أن يكون بالله ولله، ولا يختص ذلك ببعض الأفعال حتى تخصص بالذكر، وكأنَّ الذاكر إذا استغرق في الذكر يقول: بك أتمسك، وبذكرك أتبرك، وعليك أتوكل، وبأسمائك أتوسل، وذكرك أُديم، وعلى بابك أُقيم.

وَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِمَا أَنْشَدْتُكُم لِنَفْسِي: [طويل]

أَقِيمَا عَلَى بَابِ الرَّحِيم أَقِيمَا … وَلَا تَنِيَا في ذِكْرهِ فَتَهِيمَا

وَللِنَّفَحَاتِ الطَّيِّبَاتِ تَعَرَّضَا … لَعَلَّكُمَا تَسْتَنْشِقَانِ نَسِيمَا

هُوَ الرَّبُّ مَنْ يَقْرَعْ عَلَى الصِّدْقِ بَابَهُ … يَجِدْهُ رَءُوفًا بِالْعِبَادِ رَحِيمًا (١)

آخر المجلس العاشر بحمد الله ومنه وفضله، والحمد لله وحده، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله وسلم


(١) نقل هذه الأبيات عن الإمام الرافعي: ابن الملقن في "البدر المنير" (١/ ٣٣٣).

<<  <   >  >>