للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومضّك وأرمضك، وإما أن تضع تاجك وتلبس أطبارك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك؛ فوضع الملك من سَحَرِ الغد تاجه ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة ولزم مع الذي وعظه الجبل حتى أتاهما أجلهما.

وفيه يقول أخو تميم عدي بن سالم المرائي: [خفيف]

أَيُّهَا الشَّامِتُ الْمُعَيِّرُ بِالدَّهُـ … ــرِ أَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ المَوْفورُ

أَمْ لَدَيْكَ الْعَهدُ الْوَثِيقُ مِنَ الْـ … أَيَّامِ بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ

مَنْ رَأيْتَ المَنُونَ خَلَّدْنَ (١) أَمْ مَنْ … ذَا لَدَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ

أَيْنَ كِسْرَى كِسْرَى المُلُوكِ أَبُو سَا … سَانُ أَمْ قَبْلَهُ سَابُورُ

وَبَنُو الأَصْفَرِ الْكِرَامُ مُلوكُ الرُّ … ومِ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ

وَأَخُو الحَضْرِ إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ دِجْـ … ـلَةُ تُجْبَى إِلَيْهِ وَالخَابُورُ

شاده مَرْمَرًا وَجَلَّلَهُ كِلْـ … ـسًا فَلِلطَّيْرِ في ذُرَاهُ وُكورُ

لم يَهَبْهُ رَيْبُ المَنُونِ فَبادَ الْـ … مُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ

وَتَذَكَّرْ رَبُّ الْخَوَرْنَقِ إِذْ أَشْـ … ـرَفَ يَوْمًا وَلِلْهُدى تَفْكِيرُ

سَرَّهُ مَالُهُ وكَثْرَةُ مَا يَمْـ … ــلِكُ والبَحْرُ معرضٌ والسَّدِيرُ

فَارْعَوى قَلْبُهُ فَقَالَ وَمَا غِبطَةُ … حَيٍّ إلى المَمَاتِ يَصِيرُ

ثُمَّ أَضْحَوْا كَأَنّهُمْ وَرَقٌ جَفَّ (٢) … فَأَلْوَتْ به الصَّبَا والدُّبُورُ

ثُمَّ بَعَّدَ الفَلَاحِ وَالمُلْكِ … وَالْإِمَّةِ (٣) وارْتَهَمَ هُنَاكَ الْقُبُورُ


(١) في س: خلد.
(٢) في س: حت.
(٣) الإمَّةً لغةٌ في الأُمَّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ. الصحاح: أمه.

<<  <   >  >>