للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يستفادُ من الحديث أنَّه يحسن أن يحدِّث الرفقاءُ في السَّفر بعضهم بعضًا ترفيهًا وتنشيطًا، وأنَّ الأحسن أن يكونَ التحديثُ بما هو فائدة ونصيحة يقضي فيها حق المرافقة.

وقد يستدلُّ بما اختلفت به الروايات في الخبر على أنَّه يجوز نقل الخبر بالمعنى، وعلى أنَّه يسوغ رواية بعض جمل الحديث دون بعضٍ.

حَفَّظَنِي والدي أيام صباي في قصيدة أبي الفتح البستي الكاتب المعروفة التي أولها: [بسيط]

زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصَانُ … وَرِبْحُهُ غَيْرَ مَحْضِ الْخَيْرِ خُسْرَانُ

مَنْ كَانَ لِلْخَيْرِ مَنَّاعًا فَلَيْسَ لَهُ … عَلَى الْحَقِيقَة إخْوَانٌ وَأَخْدَانُ

مَنِ اسْتَعَاَنَ بغَيْرِ اللهِ فِي طَلَبٍ … فَإنَّ نَاصِرَهُ عَجْزٌ وَخُذْلَانُ

وَأنُشِدُكُم لِنَفْسِي: [متقارب]

مَنْ يَسْتَعِنْ باللهِ سُبْحَانَهُ ..... وَيَطْلُبُ الْعُوذَةَ مِمَّا يُعِينْ

يُعِنْهُ بالْفَضْلِ عَلَى مَا بهِ … يَقَرُّ عَيْنًا وَيَفِرُّ اللَّعِينْ

فَحَسْبُنَا اللهُ لِمَا نَابَنَا … إيَّاهُ نَرْجُو وَبِهِ نَسْتَعِينْ (١)

هذا آخر المجلس السابع عشر من أماليه رحمة الله عليه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

* * * * *


(١) نقل هذه الأبيات عن الإمام الرافعي: ابن الملقن في "البدر المنير" (١/ ٣٣٣).
وفيه: "فيما" بدلًا من: "مما".

<<  <   >  >>