والغرض أنَّ الرسل مع ما لهم من الفضل لما يلاقون من الأهوال يسألون السلامة ويخافون.
وقوله:"وَبهِ كَلَالِيبُ" أي: بالصِّراط، ويروي:"فِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ" والكَلَاليبُ جمع كَلُّوبُ: وهو الحديدة المُعَقَّفةُ الأطرافِ يعلَّقُ عليها اللَّحمُ، فإن كانت مستقيمة فهي سَفُّودٌ، ويقال للكلُّوب كلَّاب أيضًا، والكُلّابُ: الْمِهْمَازُ أيضًا.
والسَّعْدَانُ: نبتٌ له شوكٌ عظيمٌ يقال له: حَسَكُ السَّعْدَانِ، وقد يُشبَّهُ به حَلَمَةُ الثَّدي فيقال: سَعْدَانَةُ الثَّدْيِ، ويشبه أن يكون تشبيه الْحَلَمَةِ له من جهة استدارتها وانبجاس اللَّبن من ثُقْبِهَا كاستدارة الْحَسَكِ وانشعاب طاقات الشوك منه وأن يكون تشبيه الكَلُّوبِ به من جهة كثرة معاقفه ككثرة شعب الشَّوك ومن جهة تعلقه بمن يلاقيه كتعلق الشَّوك.
والسَّعْدَانُ مع عظم شوكهـ تحبُّه الإبل وتَسْمَنُ عليه وهو من أفضل ما تَرْعَى، ولذلك يقال في المثل: مَرْعَي ولا كالسَّعْدان.