للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروى في الحديث أنه يقال لهم: أوَتعرفونه إذا رأيتموه؟

فيقولون: نعم. فيقال: وبماذا تعرفونه؟

فيقولون: بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناه.

قيل: تلك العلامة تنزهه عن مشابهة المخلوقات (١).

وقوله: "فَيَتْبَعُونَهُ" أي: يتبعون أمره أو الطريق الذي يهديهم فيه إليه إلى الجنَّةِ.

وقوله: "فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ" الصراط والسراط والزراط: الطريق، قال الشاعر: [الوافر]

شَحَنَّا أَرْضَهُمْ بِالْخَيْلِ حَتَّى … تَرَكْنَاهُم أَذَلَّ مِنَ الصِّرَاطِ

وقيَّدَ بعضهم فقال: الصِّرَاطُ: الطَّرِيقُ الوَاضِحُ، وقرئ قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ﴾ باللُّغات الثَّلاث، ويذكر أنَّ أصلها السراط بالسين وأن الكلمة من الاستراط كأنَّ الطريق تسترط المارة أي: تبتلعهم.

وقوله: "بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ" ويروى: "بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ" يقال: نزلت بين ظَهْري القوم وظَهْرانَيْهم أي: بينهم وبين أظهرهم، وقد يضع العرب الاثنين موضع الجمع ويقال: لقيته بين الظَّهْرانَيْنِ والظَّهْرَيْن أي: في اليومين والأيام مرة.

وقوله: "فَأَكُونُ أَنَا أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَجُوزُ" أي: أنا وأمتي، أو أنا بقومي أول من يقطع الصِّراط، وجاز وأجاز يقال: هما لغتان، وعن الأصمعي أنه يقال: جازَ الوادي أي: مشى فيه، وَأَجَازَهُ: قطعه.

قوله: "وَدَعْوىَ الرُّسُلِ" أي: دعاؤهم، وكذا هو في بعض الروايات،


(١) بل هذه العلامة هي الساق كما جاء في الحديث الصحيح السالف: فيقول: هل بينكم آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه ....

<<  <   >  >>