للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن إسحاق السَّرَّاجُ، ثنا أبو كُرَيْبٍ، عن بَقِيَّةَ بن الوليد، عن (بَحِيرِ بن سعد) (١) عن خالد بن معدان، عن النَّوَّاسِ بن سَمْعَانَ قال: قال رسول الله : "ضرب الله مثلا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وعلى كَنَفَيِ الصراط سُورٌ فيه أبواب مُفَتَّحَةٌ وعلى تلك الأبواب سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وعلى رأس الصراط دَاعٍ يدعو ويقول: ادْخُلُوا الصراط ولا تعْوَجُّوا، فالصراط المُسْتَقِيمُ هو الإسلام، وَالسُّورُ حدود الله تعالى، والأبواب المُفَتَحَةُ مَحَارِمُ الله، والدَّاعِي القرآن" (٢).

وَأَحْسَنَ وَصْفَ الصِّراطين شيخنا أبو محمد النجار في مناجاةٍ له فقال: سبحان من جعل بين القلب والقالب ارتباطًا، وجعل لكلِّ واحدٍ منهما صراطًا، فصراط القلب خطٌّ مُستوٍ مُمتدٌّ بين الشِّرك والإيمان، وصراط القالب جِسْرٌ مَمدودٌ على متن النِّيرانِ، وكلاهما أدقُّ من الشعر، وأحدُّ من حدِّ السَّيفِ الذكر، والمرور عليهما من أعظم الخطر، فمن اعتاد المرور في دنياه على صراط الإسلام هان عليه المرور في أخراه على صراط الأقدام، ومن نكب عنه في هذه الدار كُبَّ هناك في الدَّار، إلهي (أَجْرِنَا على) (٣) هذين الصراطين ولا تُزِلَّ أقدامنا في البَين يا دليل المتحيرين ومالك يوم الدين.

ومن خشي طول الوقوف غدًا على الصِّراط سلك اليوم طريق الاحتياط، حتى يسامح بحقه طلبًا لِخِفَّةِ الحساب عن نفسه وغيره، ورغبًا في حُسْنِ الْمُنقلبِ


(١) في س، د: يحيي بن سعيد. وهو تحريف، والمثبت من "جامع الترمذي".
(٢) رواه الترمذي (٢٨٥٩) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد، عن جبير بن نفير، عن النواس بنحوه. وقال: حسن غريب.
(٣) في س: أجرنا عن.

<<  <   >  >>