للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو لا يظلمهم ولا يلحقهم بقدرته عليهم إلَّا ما يوجب الحقّ وقوعه بهم.

وعن ابن عباس أنَّ معناه أنَّ الذي بعثني الله به دين مستقيم - يعني في قول هود والمعنى على هذا أنَّ دين ربي على صراط مستقيم.

وقد عرفت من قبل أنَّ الصِّراطَ هو الطريقُ، والصِّراطُ المستقيمُ هو المعبّر عنه بسبيل الله وسبيل رسوله وسبيل الدار الآخرة على ما قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (١)، وقال: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾ (٢)، وقال: ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (٣) وهو الذي يؤدي بصاحبه إلى رحمة الله تعالى.

ويقال: طريقُ طالبِ الدُّنيا المعبّر عنه بسبيل الشيطان وسبيل الطاغوت، قال تعالى: ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾ (٤) وهذا طريقٌ ينقطع بصاحبه ولا ينتهي فيه إلى بغيته ويصير عظةً لمن (اغترَّ) (٥).

حَدَّثَ عَبدُ السَّلام البَصْرِيُّ، عَنِ ابنِ الْجَرَادِيِّ (٦) عَن أَبي بَكْرِ بْنِ الْأَنْبَارِيِّ، عَن عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ التَّمَّارِ أَنَّهُ أَنشَدَ: [خفيف]

أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ من قَومِ نُوحٍ … ثُمَّ عَادٌ من بَعْدِهِمْ وَثَمُودُ


(١) البقرة: ١٩٥.
(٢) يوسف: ١٠٨.
(٣) النساء: ٧٦.
(٤) النساء: ٧٦.
(٥) في د: اعتبر.
(٦) في د: المرادي. وهو تصحيف، وهو عبيد الله بن محمد بن على أبو محمد الكاتب ابن الجرادي. انظر "الأنساب" (٢/ ٣٧)، "المنتظم" لابن الجوزي (٧/ ١٧٥).

<<  <   >  >>