للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النساء وأنها التي وردت في إقامتهم لطلب القلادة.

وفي "تفسير مقاتل" وغيره في سورة المائدة أنَّ الآية نزلت في عائشة وكانت مع النبي في غزوة بني أنمار حيٍّ من قيس غيلان (١).

ويشبه أن يكون المراد رخصة التيمم من أصلها لا آية المائدة بخصوصها.

وفي القصة بيانُ لطف الله تعالى بِخواص عباده عند اشتداد الأمر بكشف الضُّرِّ وفتح الباب المغلق، وبحسب ذلك يوفقهم لحسن الالتجاء إليه والاعتماد عليه، فلا يطمعون فيمن سواه ولا يحمدون إلا إياه ولا يرون النعمة إلا منه، ألا ترى إلى قول عائشة حين برأها الله تعالى مما رماها به أهل الإفك قالت: "بِحَمْدِ الله لَا بِحَمْدِهِ" تريد رسول الله .

وفيما يُرْوَي لنا عن عبد الْخَالِقِ بْنِ زَاهِرٍ قال: أَنَبَا أحمد بن علي الأَدِيبُ قال: أنبا الْحَاكِمُ أبو عبد الله قال: أنبا ابن كَامِلٍ الْقَاضِي قال: أَنْشَدَنَا إبراهيم بن عبد الله النَّحْوِيُّ للحسين بن عَلِيٍّ : [سريع]

اغْنَ عَنِ المَخْلُوقِ بِالْخَالِقِ … تَغْنَ عَنِ الْكَاذِبِ وَالصَّادِقِ

وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ مِنْ فَضْلِهِ … فَلَيْسَ غَيْرُ الله مِنْ رَازِقِ

مَنْ ظَنَّ أَنَّ النَّاسَ يُغْنُونَهُ … فَلَيْسَ بِالرَّحْمَنِ بِالوَاثِقِ

أَوْ ظَنَّ أَنَّ الْمَالَ مِنْ كَسْبِهِ … زَلَّتْ بِهِ النَّعْلَانِ مِنْ حَالِقِ (٢)

وَخُيِّلَ إِلَيَّ في بعضِ الْغَفَوَاتِ في سنةِ سِتٍّ وستمائة أنَّ رجلًا يُلَقِّنُنِي هاتين


(١) "تفسير مقاتل" (١/ ٣٨٢).
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٤/ ١٨٦).
والْحَالِقُ: الجبل المرتفع. الصحاح حلق.

<<  <   >  >>