للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأربعمائة.

ووالدتي رحمها الله تروي الحديث عن إجازة جماعةٍ من مشايخ بغداد وأصبهان، ونيسابور عني بتحصيل أكثرها خالها الإمام أحمد بن إسماعيل، ولا أعرف امرأة في البلد كريمة الأطراف في العلم مثلها (١).

فأبوها (٢) كان حافظًا للمذهب والأقوال والوجوه فيه المستقرب منها والمستبعد، ماهرًا في الفتوى مرجوعًا إليه.

وأمُّها زليخا بنت القاضي إسماعيل بن يوسف كانت فقيهة تراجعها النساء فتفتي لهن لفظًا وخطًّا سيما فيما ينوب لهن ويستحيين منه كالحيض والعدة.

وأخواها من معتبري الأئمة المشهورين في البلد درج أكبرهما وأنسأ الله في أجل الآخر.

وزوجها الإمام والدي قد أشرت إلى جملٍ من أحواله في مجالس من هذه الأمالي.

وجدها القاضي إسماعيل بن يوسف (٣) من أهل العلم والحديث، والْجِدِّ في العبادة، وكان قد تفقه على القاضي الشهيد أبي المحاسن الروياني وسمع منه الحديث.


(١) قلت: هذا إن شاء الله تعالى من برِّ الإمام الرافعي بوالديه.
اللهم ارزقني برَّ والدتي حفظها الله ورعاها ورزقها العافية في الدنيا والآخرة، ووالدي وأسكنه الفردوس الأعلى، اللهم اسقه يا رب من يد حبيبك النبي شربة لا يظمأ بعدها أبدًا، وتقبل عملي في هذا الكتاب يا رب ليكون أجره بينهما، اللهم آمين.
(٢) انظر "التدوين في أخبار قزوين" (٢/ ٢٨٢).
(٣) "انظر التدوين في أخبار قزوين" (٢/ ٣٠٧).

<<  <   >  >>