للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخالها الإمام أحمد بن إسماعيل (١) مشهور في الآفاق.

وابنها المملي لا يخرج عن زمرة أهل العلم، ويحشر فيهم إن شاء الله، وكذلك سائر بنيها.

ثُمَّ هي في نفسها متدينةٌ خائفةٌ، وبما لا بد منه من الفروض عارفة، قارئة لكتاب الله، كثيرة الخير، رقيقة القلب، سليمة الجانب، تحمل الكَلَّ، وترغب في المعروف، وتحسن إلى اليتامى والأيامي، تلي خيرًا وتولي جميلًا ما استطاعت إليهما سبيلًا.

وكانت قد ابتليت بعدة بنات أنفقت واسطة العمر عليهنَّ حتى استكملن أدبهن، ثم مضين لسبيلهن، فتركنها ملهوفة ثكلى بهنَّ، ولله ما أخذ وما أعطى، ولا رادَّ لما حكم وقضى.

وَمَشْهُورٌ من رواية عائشة عن النبي أنَّه قال: "مَنِ ابْتُلِيَ من هذه البنات بِشَيْءٍ فصبر عَلَيْهِنَّ كُنَّ له حِجَابًا من النَّارِ" (٢).

ومن رواية أبي سعيد الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ قال: "لا يكون لأَحَدِكُمْ ثَلَاثُ بناتٍ أو ثلاث أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إليهن إلا دَخَل الجنة" (٣).

وفي الحديث الصحيح عن مَالِكٍ، عن ابن شِهَابٍ، عن ابن المُسَيَّبِ، عن أبي هريرة أن رسول الله- قال: "لَا يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ


(١) انظر "التدوين في أخبار قزوين" (٢/ ١٤٤)، "سير أعلام النبلاء" (٢١/ ترجمة ٩٤).
(٢) رواه البخاري (١٤١٨٩، ومسلم (٢٦٢٩)، والترمذي (١٩١٣) واللفظ له من طريق عروة عنها.
(٣) رواه أبو داود (٥١٠٤، ٥١٠٥)، والترمذي (١٩١٢) بمعناه.

<<  <   >  >>