أَحَدُهُمَا وهو أشهر الروايتين عن الخليل: إِنَّهُ مَوْضُوعٌ عَلمًا وَدَلِيلًا عَلَى القَدِيمِ الَّذِي تَمَّتْ قُدْرَتُهُ وَعَمَّتْ عَظَمَتُهُ لَا يُطْلَبُ لَهُ اشْتِقَاقٌ وَسَبَبٌ.
وهذا ما اختاره أكابر العلماء منهم: الحسين بن الفضل البجلي، ومحمد بن إسماعيل القَفَّالُ الشَّاشِيُّ، والحسين بن الحسن الْحَلِيمِيُّ، وأبو القاسم بن حبيب، وأحمد بن الحسين الْبَيْهَقِيُّ، ومن هؤلاء من يجعل الألف واللام من نفس الكلمة ولا يجعلهما للتعريف، ويحتجُّ عليه بأنَّهما يجتمعان مع حرف النداء حتى يقال يا الله، ومنهم من يقول: قد يدخلان في الأعلام عباس والعباس وحسين والحسين.
وَالثَّانِي: إِنَّه مُشْتَقٌّ والألف واللَّام داخلتان للتعريف واجتمعتا مع حرف النداء بخلاف ما في سائر الأسماء؛ لأنَّهم قصدوا تفخيم هذا الاسم فوقفوا على حرف النِّداء، ثم ابتدءوا بالاسم.
ثم أكثر هؤلاء فيما منه اشتقاق الكلمة؟
فقيل: هي من الإلاهة وهي العبادة، وفي قراءة ابن عباس ﵁"ويذرك وإلاهتك".
"والتَّأَلُّةُ" التَّعَبُّدُ سُمِّيَ به لأنه المستحقُّ للعبادة، ويحكي هذا عن النضر بن شميل.
وَقِيلَ: هِيَ مِنْ قَوْلِهِمْ: "أَلِهْتُ إلى فُلَانٍ" أي: فَزِعْتُ إِلَيْهِ وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ، سُمِّىَ بِهِ لَأنَّ الْخَلْقَ يَفْزَعُونَ إِلَيْهِ عِنْدَ النَّوَازِلِ، ويروى هذا عن ابن عباس ومقاتل.
وَقِيلَ: من "أَلِهِ الشَّيْءَ يَأْلَهُ أَلَهًا" إذا تَحَيَّر، وأصله "وَلِهَ يَوْلَهُ" سُمِّيَ به لأنَّ