ومن قال بهذا قال: أصل "إلَهٍ""وِلَاةٌ" فقلبت الواو همزة كوِشَاح وإِشَاح ووقتت وأقتت، سُمِّيَ به لَأَنَّ الخلق يَوْلَهُون عند ذكره لمحبتهم له.
"وإِلَهٌ" على هذه الأقوال فِعَالٌ بمعني مَفْعُول، كقولهم:"إِمَامٌ" للَّذِي يؤتمُّ به. ومنهم من قال: إنَّ الكلمة من "لَاهَ يَلُوهُ لَوْهًا"، ويقال أيضًا:"يَلِيهُ لَيْهًا". وَفُسِّرَ "لَاهَ" بِمَعْنَيَيْنِ:
أحدهما: ارْتَفَعَ، ومنه قيل للشمس:"إِلْهَةٌ" بلا ألف ولام، وَالْإِلَاهَةٌ بالألف واللام، سُمِّيَ بِهِ لِعَظَمَتِهِ وَعُلُوِّهِ.
والثاني: احْتَجَبَ وَتَسَتَّرَ، سُمِّيَ به لأنَّهُ لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ.
والاشتقاق من "لَاهَ" يتفرَّع على قول من قال: أصل الكلمة لَاهٌ أَو لَوْهٌ، كأنه يقول: لَاهٌ أَوْ لَوْهٌ معناه: ذُو لَوْهٍ كما يقال: رَجُلٌ مَالٌ أي: ذُو مَالٍ.
وقوله ﷺ:"ثَالِثُهُمَا" يقال: ثَلَثْتُ الْقَوْمَ أَثْلِثُهُمْ بالكسر إذا كُنْتَ ثَالِثَهُمْ أَوْ كَمَّلْتَهُمْ بِنَفْسِكَ ثَلَاثَةً، وكذلك تقول إلى العشرة، لكن تقول: أربَعُهم وأسبَعُهم وأتسَعُهم، ولا تكسر لحرف الحلق، وكذلك يقوله: كانوا تسعة وعشرين فَثَلَثْتُهُمْ أي: كملتهم ثلاثين، ويقال: هو ثاني اثنين، وثالث ثلاثة على الإضافة ولا يُنَوَّن، فإن اختلف اللَّفظان فلك أن تضيف فتقول: ثالث اثنين ورابع ثلاثة، وأن تنوِّن فتقول: ثالثٌ اثنين ورابعٌ ثلاثة.