للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي إنجيل يوحنا في الإصحاح الرابع عشر) قال عيسى للحواريين «وأنا أطلب لكم من أبي أن يمنحكم ويعطيكم فارقليط ليكون معكم دائما إلى الأبد» وفارقليط في اللغة العبرية بمعنى روح الحق واليقين، وهو لقب نبينا - صلى الله عليه وسلم -. وأما أخبار الأئمة في هذا الباب فأزيد من الحد والإحصاء، وقد تواتر عن الأمير في صفة الصلاة على النبي في كتب الإمامية هذه العبارة «اللهم داحي المدحوات وفاعم المسموكات، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق»، (١) وأيضا ورد في بعض خطب الأمير المتواترة عند الشيعة هذه العبارة «أرسله على فترة من الرسل، وطول هجعه بين الأمم» (٢) إلى أن قال «وأمين وحيه وخاتم وبشير رحمته ونذير نقمته». (٣) وهذه الخطبة كما تدل على ختم النبوة كذلك تدل على وقوع الفترة أيضا، ومعنى الفترة إنما هي ان لا يكون نبي ولا قائم مقامه في الزمان، ولو أريد في معنى الفترة عدم نبي في الزمان فقط يلزم أن يكون زمن الأمير بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا زمان الفترة، وأنت تعلم أن حكم زمان الفترة بنبي آخر الزمان لدوام شريعته إلى يوم القيامة فلا يصح أن يقال بالفترة بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -.

العقيدة الثانية: أن الأنبياء أفضل من جميع خلق الله حتى الملائكة المقربين، (٤) ولا يمكن أن يستوي غير النبي في الثواب والقرب والمنزلة عند الله تعالى، فضلا عن أن يكون أفضل منه. وهذا هو مذهب أهل الحق وجميع فرق الإسلام إلا المعتزلة في الملائكة المقربين، والإمامية في الأئمة الأطهار. ولهم في هذه المسالة تنازع وتخالف كثير فيما بينهم، ولكنهم أجمعوا على أن الأمير أفضل من غير أولي العزم من الرسل والأنبياء، وليس بأفضل من خاتم النبيين عليه وعليهم السلام. (٥) وأما غيره من سائر أولي العزم فقد توقف فيه بعضهم كابن المطهر الحلي وغيره، ويعتقد بعضهم أنه مساو لهم وهذا مخالف لما ورد عن الأئمة، وأن من قال غير ذلك فهو ضال. (٦) وروى ابن بابويه عن الصادق ما ينص على أن الأنبياء أحب


(١) نهج البلاغة
(٢) الكافي: ١/ ٦٠؛ نهج البلاغة
(٣) نهج البلاغة
(٤) ينظر مجموع الفتاوى: ٤/ ٣٥٠.
(٥) قال الكراكجي عن عقيدتهم في الأئمة: «وإنهم في كمال العلم والعصمة من الآثام نظير الأنبياء (عليهم السلام) وأنهم أفضل الخلق بعد رسول الله (- عليه السلام -) ... ». كنز الفوائد: ١/ ٢٤٥. وقال الخميني: «من ضروريات مذهبنا أنه لا يصل أحد إلى مراتب الأئمة - عليهم السلام - المعنوية، حتى الملك المقرب والنبي المرسل». ص ٨٥.
(٦) الكافي: ١/ ١٧٤؛ الطبرسي، الاحتجاج: ص ٣٧٦.