للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعضهم جوزوا الصلاة إلى جهة قبور الأئمة بنية مزيد الثواب، (١) مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». (٢)

وأيضا يجوزون الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير عذر وسفر، (٣) وذلك مخالف لقوله تعالى {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} وقوله تعالى {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}.

وأيضا عندهم أداء الصلوات الأربع - يعني الظهر والعصر والمغرب والعشاء - متصلة بينها لانتظار خروج المهدي.

وأيضا يحكمون بعدم جواز قصر الصلاة في سفر التجارة دون إفطار الصوم، مع أنه ليس فرق بين الصلاة والصوم في الشرع، وقد نص على الفرق ابن ادريس (٤) وابن المعلم (٥) والطوسي (٦) وغيرهم. (٧) مع أن روايات عدم الفرق بين الأئمة موجودة في كتبهم الصحيحة. روى معاوية بن وهب (٨) عن أبي عبد الله أنه قال «وإذا قصرت أفطرت وإذا أفطرت قصرت». (٩)

وأيضا يقولون: من كان سفره أكثر من الإقامة كالمكاري والملاح والتاجر الذي يتردد بفحص الأسواق فليقصروا صلاة النهار وليتموا صلاة الليل ولو أقام خمسة ايام في أثناء سفره أيضا، نص عليه القاضي ابن البراج (١٠) وابن زهرة (١١) وأبو جعفر الطوسي في (النهاية)


(١) بوب الطوسي بابا بعنوان: (فضل الكوفة والمواضع التي يستحب فيها الصلاة منها، وموضع قبر أمير المؤمنين - عليه السلام - والصلاة والدعاء عنده). تهذيب الأحكام: ٦/ ٣٠، ثم أورد روايات عديدة في فضيلة الدعاء والصلاة عند هذا القبر. وأخرج العاملي عن شعيب العقرقوفي: «قلت لأبي عبد الله - عليه السلام -: من أتى قبر الحسين - عليه السلام - له من الأجر والثواب؟ قال: يا شعيب ما صلى عنده أحد ودعا إلا استجيب عاجله وآجله، قلت: زدني، قال: أيسر ما يقال لزائر الحسين - عليه السلام -: قد غفر لك فاستأنف اليوم عملا جديدا». وسائل الشيعة: ١٤/ ٥٣٨.
(٢) متفق عليه. وعند الإمامية أخرج الطوسي عن الصادق أنه قال: «عشرة مواضع لا يصلى فيها: الطين والماء والحمام والقبور ... ». تهذيب الأحكام: ٢/ ٢١٩؛ وأخرجهً العاملي في وسائل الشيعة: ٥/ ١٤٢.
(٣) وهذا ما عليه معظم الفرقة، رغم وجود بضع روايات تنسب ذلك إلى الأئمة عندهم، منها ما رواه الكليني عن أحمد بن عباس الناقد قال: «تفرق ما في يدي وتفرق حرفائي فشكوت إلى أبي محمد - عليه السلام - فقال لي: اجمع بين الصلاتين الظهر والعصر ترى ما تحب». الكافي: ٣/ ٢٨٧؛ الطوسي، تهذيب الأحكام: ٢/ ٢٦٣.
(٤) السرائر: ١/ ٢٣٤.
(٥) المفيد، وينظر كتابه المقنعة: ص ٣٧٤.
(٦) الخلاف: ١/ ٢٠١.
(٧) الحلي في إرشاد الأذهان: ١/ ٣٠٣؛ والعاملي في الدروس: ١/ ٢٢١.
(٨) معاوية بن وهب البجلي أبو الحسن، قال عنه النجاشي: «ثقة حسن الطريقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام». رجال النجاشي: ١/ ٣٤٨؛ فهرست الطوسي: ص ٤٦٣.
(٩) ابن بابويه، من لا يحضره الفقيه: ١/ ٤٣٧؛ الطوسي، تهذيب الأحكام: ٣/ ٢٢٠.
(١٠) عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز البراج الشامي، قال العاملي: «القاضي سعد الدين وجه الأصحاب وفقيههم»، مات سنة ٤٨١هـ. أعيان الشيعة: ٨/ ١٨؛ روضات الجنات: ٣٥٤؛ معجم المؤلفين: ٥/ ٢٦٢.
(١١) حمزة بن علي بن زهرة بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي، عز الدين أبو المكارم، قال عنه الحر العاملي: «فاضل عالم ثقة جليل القدر عظيم المنزلة، وله تصانيف تبلغ نحو العشرين»، مات سنة ٥٨٥هـ. أعيان الشيعة: ٦/ ٢٤٩؛ روضات الجنات: ٢٠٢؛ معجم المؤلفين: ٤/ ٨٠.