للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء زيد بن ثابت الأنصار وقال شبابهم له: إن شيء ت كنا أنصار الله مرتين. (١) وجاء عبد الله بن عمر مع المهاجرين وقال: إن الذين خرجوا عليك قد أمنوا سيوفنا، واستأذنه لقتالهم فلم يؤذن له. (٢) وكان السبطان (٣) وعبد الله بن عمر (٤) وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر بن ربيعة (٥) وأبو هريرة (٦) وغيرهم من الصحابة معه في دار وكانوا يدافعون عنه كلما هجم عليه أهل البغي والعدوان ولم يأذن لهم ولا لأحد بقتالهم.

وقد ثبت في نهج البلاغة من كلام الأمير أنه قال «والله قد دفعت عنه» (٧) إلى غير ذلك. (٨) وقد شيع جنازته جماعة من الصحابة والتابعين ودفنوه بثيابه الملطخة بالدم ليلا ولم يؤخروه. وقد حضرت الملائكة جنازته لما روى الحافظ الدمشقي مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «يوم موت عثمان تصلي عليه ملائكة السماء» قال الراوي: قلت يا رسول الله عثمان خاصة أو الناس عامة؟ قال: عثمان خاصة. (٩)

ونسبة هجوه وبغضه إلى الصحابة كذب وزور، وذلك في غاية الظهور. فقد روى الديلمي وهو من المعتبرين عند الشيعة في (المنتقى) عن الحسن بن علي قال «ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعا يده على منكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورأيت عمر واضعا يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر، ورأيت دما دونه، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: دم عثمان يطلبه الله تعالى به». (١٠)

وروى ابن السمان عن قيس بن عباد قال سمعت عليا يوم الجمل يقول «اللهم إنى أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاءوني


(١) عن يحيى بن زيد بن ثابت قال: «لما حصر عثمان أتاه زيد بن ثابت فدخل عليه الدار، فقال له عثمان: أنت خارج الدار أنفع لي منك ههنا، فذب عني، فخرج فكان يذب الناس ويقول لهم فيه، حتى رجع لقوله أناس من الأنصار وجعل يقول: يا للأنصار كونوا أنصار الله مرتين انصروه، والله إن دمه». تاريخ ابن دمشق: ١٩/ ٣٢٠؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ٣/ ٨٢.
(٢) أخرج رواية قريبة ابن عساكر في تاريخ دمشق: ٣٩/ ٣٩٥.
(٣) عن عبد الله بن رباح أنه قال: «انطلقت أنا وأبو قتادة إلى عثمان حين حصره القوم فلما خرجنا من عنده استقبلت الحسن بن علي بن أبي طالب داخلا عليه فرجعنا معه لننظر ما يقول له الحسن فقال يا أمير المؤمنين مرني بأمرك فإني طوع يديك فمرني بما شيء ت فقال له عثمان ابن أخ ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره فلا حاجة لنا في إهراق الدماء». تاريخ دمشق: ٣٩/ ٣٩٠ - ٣٩١. وفي رواية أخرى: «الحسن بن علي كان آخر من خرج من عند عثمان».
(٤) عن نافع عن ابن عمر: «أنه لبس الدرع يوم الدار مرتين وقال: والله لنقاتلن عن عثمان». تاريخ دمشق: ٣٩/ ٣٩٤
(٥) عن يحيى بن سعيد قال سمعت: «عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول: كنت مع عثمان في الدار، فقال: أعزم على كل من رأى أن لنا عليه طاعة إلا كف يده وسلاحه، فإن أفضلكم عندي غناء من كف يده وسلاحه». تاريخ دمشق: ٣٩/ ٣٩٨.
(٦) عن أبي هريرة قال قلت لعثمان اليوم طاب الضرب معك قال أعزم عليك لتخرجن. تاريخ دمشق: ٣٩/ ٣٩٦
(٧) شرح نهج البلاغة: ١٣/ ٢٩٦
(٨) أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله الأنصاري: «أن عليا أرسل إليه، يعني إلى عثمان، إن معي خمسمائة دارع، فأذن لي فأمنعك من القوم فإنك لم تحدث شيئا يستحل به دمك، قال: جزيت خيرا ما أحب أن يهراق دم في سببي». تاريخ دمشق: ٣٩/ ٣٩٨.
(٩) أخرجه: الطبراني، المعجم الأوسط: ٣/ ٢٨٧، رقم ٣١٧٢؛ الديلمي، مسند الفردوس: ٥/ ٥٣٣، رقم ٨٩٩٩؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق: ١٨/ ٣٩٣.
(١٠) أخرجه أبو يعلى في مسنده: ١٢/ ١٣٨؛ ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال: ٢/ ١٦٧