للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها أن الصحابة كلهم كانوا راضين بقتله ويتبرأون منه حتى تركوه بعد قتله ثلاثة أيام بلا دفن. (١)

والجواب أن هذا كله كذب صريح وبهتان فضيح على الصبيان فضلا عن ذوي العرفان، (٢) ألا ترى أن طلحة والزبير وعائشة الصديقة ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم قد قاتلوا لأجل طلب القصاص لعثمان، وقد ثبت في التواريخ عند الفريقين أن الصحابة كلهم لم يألوا جهدا في دفع البلوى عنه حتى استأذنوا منه في قتال المحاصرين فلم يجوز لهم، (٣) وكانوا مهما تمكنوا يوصلون إليه الماء ويفرجون عنه.


(١) الحلي في نهج الحق: ص ٢٩٩.
(٢) ذكر قصة التأخر القرطبي في التذكرة: ص ٦١٧. لكن الثابت أنه دفن في الليلة نفسها التي قتل فيها كما نقل الطبري في التاريخ: ٢/ ٦٨٩.
(٣) نقل البلاذري في أنساب الأشراف (٥: ٧٣) من حديث الإمام محمد بن سيرين أن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - دخل على عثمان وقال له: إن هؤلاء الأنصار بالباب يقولون «إن شيء ت كنا أنصار الله مرتين» فقال عثمان «لا حاجة لي بذلك كفوا». قال القاضي أبو بكر بن العربي في (العواصم من القواصم) ص ١٣٦: «إن أحدا من الصحابة لم يسع عليه ولا قعد عنه. ولو استنصر ما غلب ألف أو أربعة آلاف غرباء عشرين ألفا بلديين أو أكثر من ذلك، ولكنه ألقى بيده إلى المصيبة».