(٢) هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ولدت قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتزوجها عمر بن الخطاب في خلافته فولدت له زيدا ورقية. الاستيعاب: ٤/ ١٩٥٤؛ الإصابة: ٨/ ٢٩٣. روى الحاكم عن علي بن الحسين: «إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خطب إلى علي - رضي الله عنه - أم كلثوم، فقال: أنكحنيها فقال علي: إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر، فقال: عمر أنكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتى عمر المهاجرين، فقال: ألا تهنوني؟ فقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: بأم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي، فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسب وسبب». المستدرك: ٣/ ١٥٣، رقم ٤٦٨٤؛ وبلفظ قريب أخرجه البيهقي في الكبرى: ٧/ ٦٤، رقم ١٣١٧٢ وهو في صحيح الجامع، برقم ٤٥٢٧. وأخرج الإمامية الرواية بلفظ قريب، فقد أوردها ابن البطريق، العمدة: ص ٢٨٦؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٢٥/ ٢٤٧. (٣) ورغم اتفاق الطرفين على ثبوت هذا الزواج، إلا أن كتب الإمامية افترت لسبب لا يخفى على اللبيب القول بأن عمر تزوج من جنية تمثلت بصورة أم كلثوم أرسلها له علي - رضي الله عنه -؛ أورد ذلك القطب الراوندي، والرواية عن عمر بن أذينة قال: «قيل لأبي عبد الله - عليه السلام -: إن الناس يحتجون علينا ويقولون إن أمير المؤمنين - عليه السلام - زوج فلانا [أي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -] ابنته أم كلثوم، وكان متكئا فجلس وقال: أيقولون ذلك، إن قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل، سبحان الله ما كان يقدر أمير المؤمنين - عليه السلام - أن يحول بينه وبينها فينقذها، كذبوا لم يكن ما قالوا: إن فلانا [عمر - رضي الله عنه -] خطب إلى علي ابنته أم كلثوم، فأبى علي - عليه السلام -، فقال للعباس: والله لئن لم تزوجني لأنتزعن منك السقاية وزمزم، فأتى العباس عليا فكلمه، فأبى، فألح العباس، فلما رأى أمير المؤمنين - عليه السلام - مشقة كلام الرجل على العباس، وأنه سيفعل بالسقاية ما قال، أرسل أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى جنيّة من أهل نجران يهودية يقال لها (سحيفة بنت جريرية)، فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم، وبعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوما فقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فلما قتل حوت الميراث وانصرفت إلى نجران، وأظهر أمير المؤمنين أم كلثوم». الخرائج والجرائح: ٢/ ٨٢٥؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٤٢/ ٨٨. ففي هذه الرواية طعن بعلي - رضي الله عنه - واتهامه بالسحر والخداع وتسخير الجن ومخالفة قوله تعالى: {وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقا}. (٤) معاذ بن كثير الكسائي، روايته عندهم عن الصادق، وثقه المفيد. رجال البرقي: ص ٤٦؛ رجال الطوسي: ص ٣٠٦؛ معجم رجال الحديث: ١٨/ ١٨٦. (٥) الكافي: ١/ ٢٧٩؛ ابن بابويه، الإمامة والتبصرة: ٣٨ - ٣٩؛ ابن بابويه (الصدوق)، كمال الدين: ص ٢٣٢. (٦) الكافي: ١/ ٢٨٠؛ ابن بابويه، الإمامة والتبصرة: ص ٣٩.