للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صريحة بأن أولئك ليس دينهم كما تزعمه الشيعة.

وروى سليم بن قيس الهلالي الشيعي من خبر طويل أن أمير المؤمنين قال: «لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومال الناس إلى أبي بكر فبايعوه حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسين ولم تدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله تعالى حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة: الزبير وسلمان وأبو ذر والمقداد.» (١) وهذه تدل على أن التقية لم تكن واجبة على الإمام، لأن هذا الفعل عند من بايع أبا بكر - رضي الله عنه - فيه ما فيه.

وفي كتاب أبان بن عياش أن أبا بكر بعث قنفدا (٢) إلى علي حين بايعه الناس ولم يبايعه علي وقال: انطلق إلى علي وقل له أجب خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فانطلق فبلغه، فقال له: ما أسرع ما كذبتم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وارتددتم والله ما استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيري. (٣)

وفيه أيضا: «أنه لما لم يجب علي غضب عمر وأضرب النار بباب علي وأحرقه ودخل فاستقبلته فاطمة وصاحت: يا أبتاه، يا رسول الله. فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها المبارك ورفع السوط فضرب به درعها فصاحت: يا أبتاه. فأخذ علي بتلابيب عمر وهزه ووجأ أنفه ورقبته». (٤)

وفيه أيضا أن عمر


(١) تقدم التخريج
(٢) هو قنفذ بن سعيد بن جدعان التميمي، قال ابن عبد البر: ولاه عمر - رضي الله عنه - مكة ثم صرفه. الاستيعاب: ٣/ ١٣٠٧؛ الإصابة: ٥/ ٤٤٥.
(٣) كتاب قيس بن سليم: ص ٨٦٢؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٢٨/ ٢٩٧؛ وأوردها الطبرسي، الاحتجاج: ص ٨٢.
(٤) كتاب قيس بن سليم: ص ٥٨٥؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٢٨/ ٢٦٨.