محمد بن إسحاق الْمُسَيَّبِيّ: رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقلت له: لمن اقرأ يا رسول اللَّه فقال: عليك بأبيك، وأما ورش عثمان بن سعيد المصري اختار اختيارًا خالف فيه نافعًا وكان إذا أقرأ يحسبه طير الورشان ولهذا سمي ورشًا، وقيل: لنقل الحركة في قراءته فشبه بالخبر الورشي، وقيل: لأنها صنعته، وقيل: لابيضاضه، قال أبو يعقوب الأزرق: لما دخل ورش المدينة، وكان نافع يؤخذ عليه السبق بالليل، فنام في مسجد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فلما أتى نافع عند الأذان وصلى ركعتين أخذ ورش السبق فقرأ عشرًا فسمع المهاجرون والأنصار قراءته، فما زال كل واحد يهبه سبقةً حتى قرأ مائة آية، فقدم على أصحاب نافع بكمالهم، قال نافع له: خصصتك بنقل الحركات وهو اختيار بجودة قرأتك وتعهدك لكتاب اللَّه، هؤلاء أهل المدينة وأتباعهم.