نبدأ بذكر الهاءات، الهاءات ضربان: هاء كناية وهاء إضمار، وهما على الحقيقة نوع واحد إن شئت سميتهما هاء الإضمار إلا أن العلماء بهذا الشأن فرقوا بينهما، لما فيهما من الاختلاف وسموا أحدهما، وهي المتصلة بالفعل المجزوم ضميرًا والآخر كناية وهاء الإضمار وسموا غيرها هاء الكناية وهما اسمان على الحقيقة ولسنا نقصد بهذه الهاء على ما يعود، لأن الكلام يطول فيه والمقصود بذلك النوع التفسير كما قالوا في قوله:(وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ) هل يعود على الصلاة أم على الاستعانة، وهكذا (إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) هل يعود على عيسى أم على محمد عليهما السلام، وإنما يقصد بهذا النوع خلاف القراء فنبدأ بهاء الإضمار، وهي في ستة عشر موضعًا في آل عمران (يُؤَدِّهِ)، و (لَا يُؤَدِّهِ) فيهما، وفي النساء قوله (وَنُصْلِهِ)، وفي عسق (نُؤْتِهِ مِنْهَا) هذه سبع مواضع أسكنها الزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والْعَبْسِيّ، وأبو بكر غير البرجمي، والرفاعي عن الأعشى في قول أبي الحسين وزيان غير عباس، وأبي زيد في قول أبي الْمُظَفَّر، والمفضل والهاشمي عن أبي جعفر، وأبو بشر، والْبَلْخِيّ عن هشام، والوليد بن حسان، قال الرَّازِيّ: أشبع الرملي في " عسق " فقط، قال الرَّازِيّ: أسكن أبو جعفر بكماله، واتفقوا على أن الرملي عن هشام أسكن الستة الباقيات، واختلسها باقي أصحاب يَعْقُوب إلا الجريري وقَالُون غير أبي نشيط والْمُسَيَّبِيّ في روايته، وابن أبي أويس، وأبي قرة عن نافع، وأبو جعفر إلا الهاشمي، وشيبة وحفص حمصي، والصوري عن صاحبيه طريق الدَّاجُونِيّ، وافق سالم إلا في (يُؤَدِّهِ) فيهما سلام بضمه مختلسة فيهن، الباقون بإشباع الكسرة، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر، وأفق في اللغة وقوله:(أَرْجِهْ) في الموضعين مضى ذكره في الهمزة (وَمَنْ يَأْتِهِ) ساكنة الهاء أبو الحسن عن الزَّيَّات وعن أبي بكر وكيسة عن الزَّيَّات، قال أبو الحسين: قرأت على زيد في الختمة الثانية عن أبي جعفر بالإسكان وقال ابن كيسة بالاختلاس قال الرَّازِيّ: ابْن شَنَبُوذَ عن البزي، وقُنْبُل وأُوقِيَّة عن الْيَزِيدِيّ، وعباس، والاحتياطي، وابن عبد الوهاب عن أبي بكر بالإسكان وهو غلط؛ إذ الجماعة والنصوص كلها بخلافه، واختلس سالم، وأبو مَرْوَان، وأبو عون عن قَالُون ورُوَيْس عن يَعْقُوب، وأبو جعفر طريق الفضل في قول الْخُزَاعِيّ، وفي قول أبي