للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو على ثلاثة أضرب: إدغام المثلين نحو الباء في الباء، والميم في الميم، وما أشبهه، وإدغام المتجانسين نحو التاء في الطاء والدال وشبه ذلك، وإدغام المتقاربين نحو النون في اللام والراء وغيرها.

واعلم أن الإدغام إنما هو لمن انزرب لسانه، وحقق التلاوة، ودقق ورق في معانيه، فالمقصود منه الخفة ولا أجد من القراء إلا وقد جاء فيه الإدغام في مواضع وهو لغة كالتفخيم وربما يحسن الإدغام في موضع لا يحسن فيه الإظهار وهو ما قدمنا من إدغام الساكن في المتحرك من جنس واحد نحو: {وَقَدْ دَخَلُوا} وغيرها، وقد يكون إخفاء من غير إدغام وإدغاما من غير إخفاء، فأما الإخفاء نحو الميم في الباء، والميم في الميم، وأما الإدغام فكالباء في الباء، والعين في مثلها وشبه ذلك، فأما المتماثلان فإدغام الأول في الثاني جائز إلا في أصول منها المشدد مثل {مَسَّ سَقَرَ}، و {الْحَقُّ قَالُوا}، {وَأُحِلَّ لَكُمْ} والثاني المنون، {أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا}، والثالث الخطاب نحو: {كُنْتَ تَرْجُو}، والرابع الناقص مثل {يَخْلُ لَكُمْ}، و {يَكُ كَاذِبًا}، واختلف في هذا الرابع وسنذكره إن شاء الله عز وجل، وسواء كان الأول مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا، والإدغام قد يطرد وقد لا يطرد وسنبينه في موضعه، وهذا الجنس يدغم بعضه في بعض في ستة عشر كلمة تجمعها: فهرعي ثمت حين قبلكو، أما الفاء مثل {اخْتَلَفَ فِيهِ}، {تَعْرِفُ فِي}، والراء مثل {الْأَبْرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا}، والهاء {إِنَّهُ هُوَ}، والعين {أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، والياء {يَأْتِيَ يَوْمٌ}، والثاء {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} والميم {يَعْلَمُ مَا}، والتاء {الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا}، والحاء {النِّكَاحِ حَتَّى}، والسين {النَّاسَ سُكَارَى}، والنون {لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا}، والقاف {أَفَاقَ قَالَ}، والباء {لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ} واللام {قِيلَ لَهُمْ}، والكاف {كِتَابَكَ كَفَى}، والواو {مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ}، وافقه على هذه الجملة الوليد بن حسان وعبد الخالق عن يعقوب، وأبو السمال، وطلحة، وافقه ابن محيصن في المرفوع الأول نحو: {يَشْفَعُ عِنْدَهُ}، وافقه سهل فيما إذا كان الأول مستو إلى الحركات وسلام إذا انفتح الأول من الفتح ما قبله، وافقه يعقوب في {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} فأدغم رويس {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ}، و {نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا} سلام معه في الكافات، زاد الحمامي عن رويس {لَذَهَبَ

<<  <   >  >>