للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو السَّمَّال يقطع ليله قيامًا حتى أخذت هذه القراءة عنه، ولم يقرئ الناس بل أخذت عنه في الصلاة ويقطع نهاره صومًا يظمأ فيه، قال أبو زيد وهب بن مَرْوَان بن محمد: لأبي السَّمَّال ألف دينار فواللَّه ما ترك منها حبة إلا وتصدق بها على المساكين فقلنا له: يا أبا قعنب هلا تركت شيئًا لولدك فقال: الله لهم ولي.

ومنهم: قَتَادَة بن دعامة السدوسي المفسر الضَّرِير لما دخل الكوفة قال: والله لا تسألوني اليوم عما تحت العرش إلا أخبرتكم به فما سئل عن مسألة إلا أجاب بعشرة أجوبة قال الحسن: ما رأينا أكمه أفقه من أكمهنا توفي الحسن سنة سبع وأربعين ومائة، توفي قَتَادَة سنة خمس وأربعين ومائة، وتوفي أبو صباح سنة ست وثلاثين ومائة، وتوفي المعلي سنة ثمان وأربعين ومائة.

ومنهم واحد الدهر قريع العصر سيد القراء أَبُو عَمْرٍو زبان بن العلا، وقيل: ريان، وقيل: عريان، وقيل: سفيان، وقيل: اسمه كنيته، قال الأصمعي: ما علمنا لأَبِي عَمْرٍو اسمًا إلا كنيته، وهو: أَبُو عَمْرٍو بن العلاء بن عمار بن عبد اللَّه بن الحصين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويدعى المازني.

قال الأصمعي: ركب يومًا أَبُو عَمْرٍو في أصحابه على بغلة شهباء فمر في بعض سكك البصرة فقال رجل: أيعلم هذا لمن هو أو من هو أو من مواليه، فسمعه أَبُو عَمْرٍو فقال -: نعم النسبة لتميم والولاء لمازن، فكان لأَبِي عَمْرٍو تسعة إخوة وكان عالمًا بالغريب والعربية والقرآن والشعر وأخبار الناس وأيام العرب مقدمًا في الزهد والصدق متبحرًا في علوم القرآن متمسكًا في اختياره بالآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائلًا في قراءته إلا ما روي: خير الأمور أوسطها قال الأصمعي: ولقد سألته عن ثمانية ألف مسألة من الشعر

<<  <   >  >>