ننتقل إلى نقطة أخرى وهي: أن الهمم لا تتفاوت بين بني البشر فقط، لكنها تتفاوت حتى بين الحيوانات والبهائم، فالهمم تتفاوت في جميع الحيوانات، ويذكر بعض العلماء أمثلة في هذا فيقول: العنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً، ولا يقبل منة الأم.
والحقيقة أن التعبير بالأنثى هنا يكون من الناحية العلمية أدق، ونحن سعداء بأننا نتناقل كلام العلماء السابقين، وقد نقف على الأخطاء، فلا نتكلم على الميت بعدما يموت.
فمثل هذا التعبير قد يستغرب، فأنثى العنكبوت هي التي تنسج؛ وهذا من إعجاز القرآن الكريم؛ حيث يقول الله تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت:٤١]، وقد اكتشف حديثاً أن الذي ينسج البيت هو أنثى العنكبوت وليس الذكر، ولذلك قال تعالى:(كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ) بتاء التأنيث؛ لأن الأنثى هي التي تنسج بيت العنكبوت، فهذا من آيات الله سبحانه وتعالى.
يقول: فالعنكبوت من حين تولد تنسج لنفسها بيتاً، ولا تقبل منة الأم.
وهذا أيضاً من علو الهمة، والحية تطلب ما حفر غيرها؛ إذ طبعها الظلم، والغراب يتبع الجيف، والصقر لا يقع إلا على الحي، والأسد لا يأكل البايت، أي: أن الأسد لعلو همته لا يأكل الطعام البايت، والفيل يتملق حتى يأكل، والخنفساء تطرد فتعود.
قال المتلمس: إن الهوان حمار البيت يألفه والحر ينكره والفيل والأسد ولا يقيم بدار الذل يألفها إلا الذليلان عير الحي والوتد هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشج فما يرثي له أحد يعني: ما يرق له أحد.