قال الذهبي في ترجمته للإمام علي بن أبي الطيب: إنه حمل إلى السلطان محمود بن سبكتكين ليسمع وعظه، فلما دخل جلس بلا إذن، وأخذ في رواية الحديث بلا أمر، فتنمر له السلطان؛ إذ لم يقم بالتقاليد التي تتبع عند الدخول على السلطان، حيث جلس مباشرة، وأخذ يتلو الأحاديث! فتنمر له السلطان وأمر غلاماً فلكمه لكمة أطرشته، فعرفه بعض الحاضرين منزلته في الدين والعلم، فاعتذر الملك إليه، وأمر له بمال فامتنع، فقال: يا شيخ! إن للملك طولة، وهو محتاج إلى السياسة، رأيت أنك تعديت الواجب، فاجعلني في حل.
يريد أن يستسمحه، فقال: الله بيننا بالمرصاد، وإنما أحضرتني للوعظ وسماع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وللخشوع لا لإقامة قوانين الرياسة.