نشأ المتنبي شاعر العرب الفحل في أسرة فقيرة غير متعلمة، والمتنبي شخصية عليها بعض الملحوظات، لكن لا شك في أن المتنبي من أعظم الناس في علو همتهم، وهذا بين لمن يعرف ترجمته، فقد نشأ في بيئة غير معينة له على ذلك، لكن الله قيض له فرصة التعليم المجاني في الكتّاب الخاص بأبناء الأشراف في الكوفة، وشجعه أصحاب المكتبات، فكان أصحاب المكتبات يشجعونه على أن يقرأ الكتب بدون مقابل.
ومما يروى أن وراقاً كان يلازمه المتنبي حكى هذا الوراق عن المتنبي فقال: كان يوماً عندي وقد أحضر رجل كتاباً في نحو ثلاثين ورقة لبيعه، فأخذه أبو الطيب المتنبي ونظر فيه طويلاً، فقلت له: ما هذا؟ أريد بيعه وقد قطعتني عن ذلك! أي: لأنك ممسك بالكتاب تتأمل فيه قطعتني عن بيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون في شهر إن شاء الله.
فقال المتنبي: إن كنت حفظته في هذه المدة؟! قال: أهب لك الكتاب.
قال: اسمعه مني.
فأخذت الدفتر من يده، وأقبل يتلوه حتى انتهى إلى آخره! ولذلك كان أصحاب المكتبات يسمحون له بالقراءة دون أجرة.