ما معنى قول أهل العلم: هذا الشيء ينافي كمال التوحيد الواجب، أو ما معنى ينافي كماله الواجب؟
الجواب
المعنى: أنه ينقص التوحيد ويضعف الإيمان، فمثلاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فهذا من كمال الإيمان، فمن الواجب أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، فإذا كان الإنسان لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فهذا نقص في الإيمان، فالإنسان يحب لنفسه الخير، ويحب لنفسه أن يؤتيه الله علماً نافعاً، ومالاً حلالاً وأبناء صالحين، فيجب عليك أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، فإذا كنت لا تحب لأخيك ما تحب لنفسك من ذلك، فهذا نقص في الإيمان، ويكون إيمانك ضعيفاً ناقصاً.
كذلك قوله عليه الصلاة والسلام:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) فإذا قدم الإنسان محبة المال أو الولد أو الصديق، أو الأبناء أو الإخوان أو التجارات أو المساكن على محبة الله ورسوله، صار ناقص الإيمان وضعيف الإيمان، ومرتكباً لكبيرة، ومن هنا توعد الله من قدم شيئاً من الأصناف الثمانية على محبة الله ورسوله بوعيد شديد، قال سبحانه:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة:٢٤] فقد حكم الله عليهم بالفسق، فمن قدم محبة شيءٍ من المال أو الأبناء أو الآباء أو المساكن على محبة الله ورسوله، فإيمانه ناقص وضعيف، ومرتكب لكبيرة.
كذلك قوله عليه الصلاة والسلام:(لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه) وبوائقه يعني: غوائله وشره، فمن لم يأمن جاره شره، فهو ناقص الإيمان؛ لأنه فاته كمال الإيمان الواجب.
وهكذا قوله عليه الصلاة والسلام:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) فإذا لم يقل خيراً، ولم يصمت عن الشر، أو لم يكرم ضيفه، أو آذى جاره، يكون إيمانه ضعيفاً ناقصاً؛ لأنه فاته كمال الإيمان الواجب.