إذا قال شخص: يا رب! إني أتوسل إليك بفلان، وفلان هذا من الأموات، فما حكم هذا القول؟
الجواب
التوسل ثلاثة أنواع: توسل يكون شركاً، ويكون بدعة، ويكون مشروعاً.
النوع الأول: التوسل الشركي: كأن يتوسل بدعاء الميت أو الغائب، أو يتوسل بالذبح له، أو النذر له، ويتوسل إلى الله في أن يشفع له عند الله، فهذا شرك، وهذا هو الشرك الذي كان يفعله المشركون، مثال ذلك: أن يتوسل إلى الله بدعاء هذا الميت فيقول: يا فلان! أغثني، يا فلان! اشفع لي، ويتوسل إلى الله بالذبح له، وبالنذر له، وبالصلاة له.
النوع الثاني: التوسل البدعي: وهو أن يتوسل بذات الشخص لا ليدعوه، ولكن يدعو الله، كأن يقول: يا الله! أتوسل إليك بفلان، أتوسل إليك برسول الله، فهو لم يدع غير الله، بل دعا الله لكن الوسيلة بدعة، حيث أنه توسل بقرب فلان، وكأن يقول: اغفر لي بجاه فلان، اغفر لي بجاه نبيك أو بجاه أنبيائك، فهذا كله بدعة وليس شركاً؛ لأنه ما دعا غير الله، بل دعا الله لكن الوسيلة بدعة.
النوع الثالث: التوسل المشروع: كأن يتوسل إلى الله بإيمانه بالله، كأن يقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك وبرسولك، أسألك بعملي الصالح، كما أخبر الله في كتابه عن المؤمنين:{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}[آل عمران:١٦] فهم توسلوا إلى الله بالإيمان، وكذلك التوسل إلى الله بالعمل الصالح، والتوسل إليه بالتوحيد، كتوسل الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، حيث أنهم توسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، فأحدهم توسل ببر والديه، والثاني بعفته عن الإماء، والثالث بأمانته، ففرج الله عنهم، وكذلك التوسل إلى الله بدعاء الحي الحاضر، كأن يدعو هو وأنت تؤمن، فيسأل الله لفقرك وحاجتك، فهذا كله توسل مشروع، وبهذا يتبين أن التوسل ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة.