هل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب تتحقق فيها شروط الشفاعة رغم أنه ليس من أهل التوحيد؟
الجواب
هذه شفاعة خاصة مستثناه، خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبعمه، وهذه الشفاعة ليس فيها إخراج من النار، وإنما فيها التخفيف في العذاب؛ لأن أبا طالب خف كفره بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، فلما خف كفره شفع له النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة تخفيف لا شفاعة إخراج من النار، ولذلك جاء في الحديث في صحيح مسلم وغيره:(أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل، فقيل له: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ويؤويك، فهل نفعته؟ قال: نعم.
وجدته في غمرات من نار، فأخرجته إلى ضحضاح منها، يغلي منها دماغه).
وفي لفظ:(إن أهون الناس عذاباً أبو طالب، فإنه في ضحضاح من النار يغلي منها دماغه).
وفي لفظ:(إن أهون أهل النار عذاباً، لرجل منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه).
وفي لفظ:(إن أهون أهل النار عذاباً، لرجل له شراكان من نار يغلي منهما دماغه).
وفي لفظ:(إن أهون أهل النار عذاباً، لرجل في أخمصيه جمرتان يغلي منهما دماغه) وهو يظن أنه أشد أهل النار عذاباً، من شدة ما يجد، وهو أخفهم.
فهذه الشفاعة خاصة مستثناة، خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وخاصة بعمه، ثم أيضاً هي ليست شفاعة في إخراجه من النار، بل شفاعة في تخفيف العذاب فقط؛ لأنه خف كفره، وهذه شفاعة مستثناة دلت عليها النصوص.