يقول المؤلف رحمه الله: بل إذا حلف من عليه حق باسم الله تعالى لم يقبلوا منه، فإذا حلف باسم ولي من أوليائهم قبلوه وصدقوه، وهكذا كان عباد الأصنام إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم، كما قال تعالى عنهم:{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}[الزمر:٤٥]، وفي الحديث الصحيح:(من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) رواه الشيخان وغيرهما.
يعني: أن هؤلاء الوثنيين يقسم أحدهم باسم الولي، ولا يقسم باسم من أسماء الله أو صفة من صفاته، فلا يقسم إلا باسم الولي، يقول أحدهم مثلاً: والبدوي، وزينب، وابن علوان أو بـ عبد القادر الجيلاني، فإذا حلف باسم الولي لا يمكن أن يحنث في حلفه، وأما إذا حلف باسم الله فلا يبالي؛ لأنه يعظم الصنم والوثن أكثر من تعظيمه لله، فإذا حلفت له بالله ما يصدق ولا يبالي، وإذا حلفت له باسم الولي فإنه يصدق، فهؤلاء عظموا أصنامهم وأوثانهم وقبورهم أشد من تعظيمهم لله.