الشفاعة لا بد فيها من شرطين: الشرط الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.
الشرط الثاني: رضا الله عن المشفوع له، والله لا يأذن لأحد أن يكون شريكاً له في العبادة، ولا يأذن له بالشفاعة، ولا يرضى عن المشرك؛ لأن الله تعالى لا يرضى إلا التوحيد، والمشرك ليس موحداً، فلا يرضى الله عمله، ولا يمكن أن يشفع فيه، فلا يرضى عمل المشرك ولا قوله، ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فهو سبحانه لا يأذن بالشفاعة يوم القيامة إلا لمن كان له مكانة عنده سبحانه، كالرسل والأنبياء والصالحين، لكن لا يشفعون إلا فيمن رضي الله قوله وعمله، وهم الموحدون، فالشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد.
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: من قال: لا إله إلا الله صادقاً من قلبه) إذاً: أسعد الناس بالشفاعة هم أهل التوحيد، أما المشركون فليس لهم نصيب في الشفاعة، قال سبحانه وتعالى:{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة:٢٥٤].
وقوله:(فجعل الله تعالى اتخاذهم للشفعاء شركاً، ونزه نفسه عنه؛ لأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فكيف يثبتون شفعاء لهم لم يأذن الله لهم في شفاعة، ولا هم أهل لها، ولا يغنون عنهم من الله شيئاً؟) لأن الأصنام والأشجار والأحجار لا يأذن الله لهم في الشفاعة، وليسوا أهلاً لها.