السؤال يقول: إن فرعون حينما رأى العذاب آمن، ولكن لم ينفعه ذلك، فهل من نطق بكلمة التوحيد عند الموت تنفعه كما نفعت اليهودي، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ أبي طالب:(كلمة أحاج لك بها عند الله)؟
الجواب
كلمة التوحيد إذا نطق بها الإنسان المريض ولم يحضر الأجل بعد تنفعه؛ ولهذا نفعت اليهودي لما جاءه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:(قل: لا إله إلا الله.
فنظر إلى أبيه، فقال: أطع أبا القاسم) فكلمة التوحيد تنفعه إذا كان في مرض الموت ما لم تصل الروح إلى الحلقوم، أما إذا وصلت الروح إلى الحلقوم فلا ينفع ذلك؛ لأن الأمر قد انتهى؛ ولأنه حينئذ يكشف له عن المستقبل، ويكون غيبه شهادة، فيعاين الملائكة، وهذا هو الذي حصل لفرعون عندما، لما وصلت روحه إلى الحلقوم فآمن، لكن لم ينفعه ذلك؛ لأن هذا إيمان المضطر، قال الله تعالى:{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس:٩٠] فقال الله له: {آلآنَ}[يونس:٩١]، أي: تؤمن لما وصلت الروح الحلقوم {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[يونس:٩١] فلا ينفع الإيمان إذا وصلت الروح إلى الحلقوم، وإذا نزل العذاب كذلك لا ينفع، وفرعون نزل به العذاب، نزل به العذاب ووصلت الروح إلى الحلقوم فلا ينفع في هذه الحالة، وأما الرجل اليهودي الذي آمن فلم ينزل به العذاب، ولا وصلت الروح إلى الحلقوم، فلهذا نفعه، وقد استثنى الله سبحانه وتعالى أمة واحدة وهم قوم يونس {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}[يونس:٩٨] فهؤلاء استثناهم الله.