للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأعمال التي يقوم بها الصوفية لإضلال الناس]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فإن قلت: إنه قد يتفق من هؤلاء الذين يلوكون الجلالة، ويضيفون إليها عمل أهل الخلاعة والبطالة خوارق عادات، وأمور تظن كرامات كطعن أنفسهم بالآلات الحادة، وحملهم لمثل الحنش والحية والعقرب، وأكلهم النار ومسهم إياها بالأيدي، وتقلبهم فيها بالأجسام.

قلت: هذه أحوال شيطانية، وإنك لملبس عليك إن ظننتها من كرامات للأموات، أو حسنات للأحياء لما هتف هذا الضال بأسمائهم وجعلهم أنداداً وشركاء لله تعالى في الخلق والأمر.

فهؤلاء الموتى أنت تفرض أنهم أولياء لله تعالى، فهل يرضى ولي الله أن يجعله المجذوب أو السالك شريكاً له تعالى ونداً؟ إن زعمت ذلك فقد جئت شيئاً إداً، وصيرت هؤلاء الأموات مشركين، وأخرجتهم -وحاشاهم عن ذلك- عن دائرة الإسلام والدين، حيث جعلتهم أنداداً لله راضين فرحين، وزعمت أن هذه كرامات لهؤلاء المجاذيب الضلال المشركين التابعين لكل باطل، المنغمسين في بحار الرذائل، الذين لا يسجدون لله تعالى سجدة، ولا يذكرون الله وحده، فإن زعمت هذا فقد أثبت الكرامات للمشركين الكافرين وللمجانين، وهدمت بذلك ضوابط الإسلام وقواعد الدين المبين والشرع المتين.

وإذا عرفت بطلان هذين الأمرين علمت أن هذه أحوال وأفعال طاغوتية، وأعمال إبليسية يفعلها الشياطين لإخوانهم من هؤلاء الضالين، معاونة من الفريقين على إغواء العباد، وقد ثبت في الأحاديث: أن الشياطين والجان يتشكلون بأشكال الحية والثعبان، وهذا أمر مقطوع بوقوعه، فهم الثعابين التي يشاهدها الإنسان في أيدي المجاذيب، وقد يكون ذلك من باب السحر، وهو أنواع، وتعلمه ليس بالعسير، بل بابه الأعظم: هو الكفر بالله تعالى، وإهانة ما عظمه الله من جعل مصحف في كنيف ونحوه، فلا يغتر من يشاهد ما يعظم في عينيه من أحوال المجاذيب من الأمور التي يراها خوارق؛ فإن للسحر تأثيراً عظيماً في الأفعال، وهكذا الذين يقبلون الأعيان بالأسحار وغيرها].

يقول المؤلف رحمه الله: إن قلت: إن هؤلاء الصوفية الذين يذكرون الله بلفظ الجلالة: الله الله يضيفون إلى ذلك عمل أهل الخلاعة والبطالة خوارق العادات، وأمور تظن كرامات، كطعن أنفسهم بالآلات الحادة، وحملهم لمثل الحنش والحية والعقرب، وأكلهم النار، ومسحهم إياها بالأيدي، وتقلبهم فيها بالأجسام.

يقول: هؤلاء الصوفية بعضهم يضيف إلى هذا الذكر والورد أعمالاً وخوارق شيطانية ويظنها كرامات، ويقول لك: إن معه كرامات وإنه ولي، وهو يذكر الله الله الله، ومع ذكره يعمل خوارق شيطانية فيسحر أعين الناس، ويطعن نفسه بالآلات الحادة، ومعلوم أن الذي يطعن نفسه بالآلات الحادة يموت، لكن هو يسحر الأعين ويخيل لهم أنه يطعن نفسه، وهو لا يطعن نفسه وإنما يمر به حوله، كما يفعل بعض السحرة الذين يخيلون للناس أنهم قطعوا رقبة فلان، فيأخذ رأسه ويكون أمام أعينهم مقطوعاً وهو ما قطعه ولكن سحر أعين الناس، وكما يفعل بعض السحرة يأتي إلى البعير فيخيل للناس أنه يدخل في فم البعير ويخرج من دبره، وهو في الواقع يأتي من حوله، لكن الأبصار مسحورة، فهذه كلها من أفعالهم.

ومثل ذلك حملهم لمثل الحنش والحية والعقرب، وكونه يأكل النار في فمه ويمسحها بالأيدي، ويدخل النار، كل هذا من الأعمال الشيطانية، ولهذا قال المؤلف: قلت: هذه أحوال شيطانية، وإنك لملبّس عليك إن ظننتها كرامات للأموات.

فلما هتف هذا الظالم بأسمائهم جعلهم أنداداً وشركاء لله في الخلق والأمر، يعتقد أنهم يتصرفوا في الكون وأنهم كذا، فهؤلاء الموتى أصحاب القبور أنت تفرض أنهم أولياء لله، فهل يرضى ولي الله أن يجعله المجذوب أو السالك شريكاً لله تعالى ونداً؟! لا يرضى إذا كان صالحاً، وإن زعمت أنه راضٍ فقد جئت شيئاً إداً، أي: أمراً عظيماً، وصيرت هؤلاء الأموات مشركين، وأخرجتهم -وحاشاهم عن ذلك- عن دائرة الإسلام والدين، حيث جعلتهم أنداداً لله راضين فرحين.

فلو كان يرضى صاحب القبر أن يفعل به هذا لصار طاغوتاً ومشركاً، وهو لا يرضى فكيف تصيره طاغوتاً، وتجعله مشركاً؟! وزعمت أن هذه كرامات لهؤلاء المجاذيب الضلال المشركين التابعين لكل باطل، المنغمسين في بحار الرذائل، الذين لا يسجدون لله سجدة، ولا يذكرون الله وحده، فإن زعمت هذا وقلت: إنها كرامات، فقد أثبت الكرامات للمشركين الكافرين وللمجانين، وهدمت بذلك ضوابط الإسلام وقواعد الدين المبين والشرع المتين.

فإذا عرفت بطلان هذين الأمرين -يعني: ما سبق من أفعال الصوفية، وكذلك الممخرقين- علمت أن هذه أحوال وأفعال طاغوتية، وأعمال إبليسية يفعلها الشياطين لإخوانهم من هؤلاء الضلال معاونة من الفريقين، وقد ثبت في الأحاديث أن الشياطين والجان يتشكلون بأشكال الحية والثعبان، وهذا أمر مقطوع به، فقد يتشكل الشيطان بصورة حية أو عقرب أو قط أو كلب، فهم الثعابين التي يشاهدهم الناس في أيدي المجاذيب، فقد يكون في يده ثعبان وهو جني قد تصور، ولو ذكرت الله وسميت لذهب، وقد يكون ذلك من باب السحر وهو أنواع، وتعلمه ليس بالعسير، بل بابه الأعظم هو الكفر بالله، فمن أراد أن يتعلم السحر فإنه يكفر بالله، فإما أن يسب الله، أو يسب الرسول، أو يطلب منه أن يبول على المصحف، أو يلطخه بالنجاسة، فإذا كفر والعياذ بالله علمه السحر.

ولهذا قال: بل بابه الأعظم هو الكفر بالله، وإهانة ما عظمه الله من جعل المصحف في كنيف ونحوه.

فلا يغتر من يشاهد ما يعظم في عينيه من أحوال المجاذيب التي يراها خوارق، فيظن أن هذه خوارق وأن هذه كرامات وهي أفعال شيطانية.

فيقول المؤلف: فإن للسحر تأثيراً عظيماً في الأفعال، وهكذا الذين يقلبون الأعيان بالأسحار وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>