ولذلك كان الفعل مرفوعاً؛ و «التكفير» بمعنى السَّتر؛ {سيئاتكم} جمع سيئة؛ وهي ما يسوء المرء عمله، أو ثوابه.
قوله تعالى:{والله بما تعملون خبير}، أي عليم ببواطن الأمور كظواهرها.
الفوائد:
١ - من فوائد الآية: الحث على الصدقة، والترغيب فيها سواء أبداها، أو أخفاها.
٢ - ومنها: أن إخفاء الصدقة أفضل من إبدائها؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص؛ وأستر للمتصدق عليه؛ لكن إذا كان في إبدائها مصلحة ترجح على إخفائها - مثل أن يكون إبداؤها سبباً لاقتداء الناس بعضهم ببعض، أو يكون في إبدائها دفع ملامة عن المتصدق، أو غير ذلك من المصالح - فإبداؤها أفضل.
٣ - ومنها: أن الصدقة لا تعتبر حتى يوصلها إلى الفقير؛ لقوله تعالى:{وتؤتوها الفقراء}.
ويتفرع على هذا فرعان:
أحدهما: أن مؤونة إيصالها على المتصدق.
الثاني: أنه لو نوى أن يتصدق بماله، ثم بدا له ألا يتصدق فله ذلك؛ لأنه لم يصل إلى الفقير.
٤ - ومنها: تفاضل الأعمال - أي أن بعض الأعمال أفضل من بعض؛ لقوله تعالى:{فهو خير لكم}؛ وتفاضل الأعمال يكون بأسباب:
أ - منها التفاضل في الجنس، كالصلاة - مثلاً - أفضل من الزكاة، وما دونها.