قوله تعالى:{وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء}: وهي دون الأول؛ الأول يتفجر منها الأنهار؛ أما هذه فإنها تتشقق، ويخرج منها الماء كالذي يحصل في أحجار الآبار، وما أشبهها ..
قوله تعالى:{وإن منها لما يهبط من خشية الله}، كما قال تعالى:{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}[الحشر: ٢١]، ولما قال موسى عليه السلام:{رب أرني أنظر إليك}[الأعراف: ١٤٣]، قال الله سبحانه وتعالى له:{لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًّا وخرَّ موسى صعقاً}[الأعراف: ١٤٣] ..
وقوله تعالى:{من خشية الله}، {من} هنا سببية؛ و {خشية الله} أي خوفهم مع العلم بعظمته ..
قوله تعالى:{وما الله بغافل عما تعملون}: فنفى سبحانه وتعالى أن يكون غافلاً عما يعملون؛ وذلك لكمال علمه، وإحاطته تبارك وتعالى ..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآية: لؤم بني إسرائيل الذين جاءتهم هذه النعم ومع ذلك فهم لم يلينوا للحق؛ بل قست قلوبهم على ظهور هذه النعم ...
٢ ومنها: تشبيه المعقول بالمحسوس في قوله تعالى: {فهي كالحجارة}؛ لأن الحجارة أمر محسوس؛ والقلب قسوته أمر معقول؛ إذ إنه ليس المعنى أن القلب الذي هو المضغة يقسو؛ القلب هو هو؛ لكن المراد: أنه يقسو قسوة معنوية بإعراضه عن الحق، واستكباره عليه؛ فهو أمر معنوي شبه بالأمر الحسي؛ وهذا