للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتقدير: وما هو بمزحزحه تعميره؛ لأن "مزحزح" اسم فاعل يعمل عمل فعله؛ والمعنى أنه لو عُمِّر ألف سنة، أو أكثر وهو مقيم على معصية الله تعالى فإن ذلك لن يزحزحه من العذاب؛ بل إن الإنسان إذا ازداد عمره وهو في معصية الله ازداد عذابه؛ ولهذا جاء في الحديث: "شرُّكم من طال عمره، وساء عمله" (١).

قوله تعالى: {والله بصير بما يعملون}: {بصير} هنا بمعنى عليم؛ أي أنه جَلَّ وعلا عليم بكل ما يعملونه في السر، والعلانية من عمل صالح، وعمل سيء ..

الفوائد:

. ١ من فوائد الآيات: تكذيب اليهود الذين قالوا: "لنا الآخرة، ولكم الدنيا، لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة"؛ ووجهه: أن الله تعالى قال لهم: {فتمنوا الموت}، وقد قال تعالى: {ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم

٢. ومنها: أنَّ الكافر يكره الموت لما يعلم من سوء العاقبة؛ لقوله تعالى: (بما قدمت أيديهم).

. ٣ ومنها: إثبات السببية. تؤخذ من الباء في قوله تعالى: (بما قدمت أيديهم).

. ٤ منها: إثبات علم الله تعالى للمستقبل؛ لقوله تعالى:


(١) أخرجه أحمد ٥/ ٤٠، حديث رقم ٢٠٦٨٦؛ وأخرجه الترمذي ص ١٨٨٦، كتاب الزهد، باب ٢٢: أي الناس خير وأيهم شر، حديث رقم ٢٣٣٠؛ مدار الحديث على عليّ بن زيد، قال الحافظ في التقريب: ضعيف، وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح بما قبله ٢/ ٢٧١، حديث رقم ١٨٩٩.