{أشركوا}؛ ويحتمل أن يكون عائداً إلى المشركين؛ ويرجحه أمران:.
أحدهما: أن الضمير في الأصل يعود إلى أقرب مذكور؛ والمشركون هنا أقرب ..
والثاني: أنه إذا كان المشرك يود أن يعمر ألف سنة، وكان اليهودي أحرص منه على الحياة، فيلزم أن يكون اليهودي يتمنى أن يعمر أكثر من ألف سنة ..
وقوله تعالى:{لو يعمر} أي لو يزاد في عمره؛ و"العمر" هو الحياة؛ و {لو} هنا مصدرية؛ وكلما جاءت بعد "ود" فهي مصدرية، كما في قوله تعالى:{ودوا لو تدهن فيدهنون}[القلم: ٩]، وقوله تعالى:
{يودوا لو أنهم بادون في الأعراب}[الأحزاب: ٢٠]؛ ومعنى "مصدرية" أنها بمعنى "أنْ" تؤول، وما بعدها بمصدر، فيقال في الآية. {يود أحدهم لو يعمَّر ألف سنة}: يود أحدهم تعميره ألف سنة؛ و "السنة" هي العام؛ والمراد بها هنا السنة الهلالية. لا الشمسية. لأن الكلمات إذا أطلقت تحمل على الاصطلاح الشرعي؛ وقد قال الله تعالى:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم}[التوبة: ٣٦]؛ فالميقات الذي وضع الله للعباد إنما هو بالأشهر الهلالية، كما قال تعالى:{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}[البقرة: ١٨٩]، وكما قال تعالى في القمر:{وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}[يونس: ٥] ..
قوله تعالى:{وما هو بمزحزحه من العذاب} أي بدافعه، ومانعه؛ {أن يعمر}: {أن}، والفعل بعدها فاعل "زحزح"؛