(كجِدَّ كل الجِدِّ) قوله تعالى: {ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون}؛ {من} شرطية جازمة؛ {يكفر} مجزوم على أنه فعل الشرط؛ {به} أي بالكتاب؛ وجملة:{فأولئك هم الخاسرون} هي جواب الشرط؛ واقترنت بالفاء؛ لأنها جملة اسمية؛ والجملة الاسمية إذا كانت جواباً للشرط وجب اقترانها بالفاء؛ وأتى بالجملة الاسمية المفيدة للثبوت، والاستمرار؛ وأتى بضمير الفصل {هم} لإفادة الحصر، والتوكيد؛ يعني: فأولئك الذين كفروا به هم الخاسرون لا غيرهم؛ وأصل «الخسران» النقص؛ ولهذا يقال: ربح؛ ويقال في مقابله: خسر؛ فهؤلاء هم الذي حصل عليهم النقص لا غيرهم؛ لأنهم مهما أوتوا من الدنيا فإنها زائلة، وفانية، فلا تنفعهم.
الفوائد:
١ ــ من فوائد الآية: منة الله عزّ وجلّ على من آتاه الله تعالى الكتاب، فتلاه حق تلاوته.
٢ ــ ومنها: أنه ليس مجرد إتيان الكتاب فضيلة للإنسان؛ بل الفضيلة بتلاوته حق تلاوته.
٣ ــ ومنها: أن للإيمان علامة؛ وعلامته العمل؛ لقوله تعالى:{أولئك يؤمنون به} بعد قوله عزّ وجلّ: {يتلونه حق تلاوته}.
٤ ــ ومنها: أن من خالف القرآن في شيء كان ذلك دليلاً على نقص إيمانه؛ لقوله تعالى:{يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به}؛ فمعنى ذلك: إذا لم يتلوه حق تلاوته فإنهم لم يؤمنوا به؛ بل نقص من إيمانهم بقدر ما نقص من تلاوتهم له.