للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرآن ــ وهو منزل ــ؛ ويشمل السنة أيضاً؛ لقوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} [النساء: ١١٣]: فإن {الحكمة} [البقرة: ٢٦٩] هي السنة.

قوله تعالى: {وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط}؛ {إبراهيم} منزل إليه؛ لأنه نبي رسول؛ والذي أنزل إليه هي الصحف التي ذكرها الله تعالى في موضعين من القرآن: {صحف إبراهيم وموسى} [الأعلى: ١٩]، {أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى} [النجم: ٣٦، ٣٧]؛ و {إسماعيل} نبي منزل إليه قطعاً؛ ولم نعلم ما الذي أنزل إليه بالتحديد؛ و {إسحاق ويعقوب} أيضاً منزل إليهما؛ لكن لم يذكر لنا ما الذي أنزل إليهما؛ و {الأسباط} جمع سِبْط؛ قيل: إنهم أولاد يعقوب، ومنهم يوسف؛ وقيل: هم الأنبياء الذين بعثوا في أسباط بني إسرائيل الذين لم يذكروا بأسمائهم.

قوله تعالى: {وما أوتي موسى وعيسى} يعني: وما أعطوا من الآيات الشرعية، والكونية؛ الشرعية كالتوراة لموسى، والإنجيل لعيسى؛ والكونية كاليد والعصا لموسى؛ وكإخراج الموتى من قبورهم بإذن الله، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله لعيسى؛ ونص على موسى، وعيسى؛ لأنهما أفضل أنبياء بني إسرائيل.

هنا قد يسأل سائل: لِمَ عبر الله تعالى بقوله: {وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل}، وفي موسى وعيسى قال تعالى: {وما أوتي موسى وعيسى}؛ فهل هناك حكمة في اختلاف التعبير؟