للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القبلة مما حسدونا عليه؛ لأن الكعبة أول بيت وضع للناس، وأعظم بيت في الأرض؛ ولا يوجد بيت قصده ركن من أركان الإسلام للحج إلا الكعبة؛ ولذلك حسدنا اليهود عليها، وأثاروا ضجة عظيمة على التولي عن قبلتهم إلى الكعبة، وصاروا مع من يناصرهم من المشركين؛ أحدثوا أمراً عظيماً حتى إن بعض المسلمين ارتد ــ والعياذ بالله ــ عن الإسلام لما سمع من زخرف القول من هؤلاء اليهود، وغيرهم.

٢ ــ ومن فوائد الآية: فضل هذه الأمة على جميع الأمم؛ لقوله تعالى: {وسطاً}.

٣ ــ ومنها: عدالة هذه الأمة؛ لقوله تعالى: {لتكونوا شهداء على الناس}؛ والشهيد قوله مقبول؛ والمراد بـ «الأمة» هنا أمة الإجابة؛ ومن هنا نعرف حذق أهل الفقه، حيث قالوا: إن «العدل» من استقام على دين الله؛ يعني: هذه الأمة أمة وسط إذا كانت على دين الرسول صلى الله عليه وسلم فتكون شهيداً، وتقبل شهادتها إذا استقامت على دين الله، وكانت أمة حقيقية؛ فعليه يؤخذ من هذا حدّ «العدل»: أن العدل من استقام على دين الله.

٤ ــ من فوائد الآية: أن هذه الأمة تشهد على الأمم يوم القيامة؛ لقوله تعالى: {لتكونوا شهداء على الناس}؛ والشهادة تكون في الدنيا، والآخرة؛ فإذا حشر الناس، وسئل الرسل: هل