للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدون مجازاة عليه؛ والمراد بـ {إيمانكم} صلاتهم إلى بيت المقدس؛ وهذا عام للذين ماتوا قبل تحويل القبلة، ومن بقوا حتى حولت؛ وقد ذكر بعض المفسرين أن سبب نزول هذه الآية أن اليهود صاروا يقولون للمسلمين: الذين صلوا منكم قبل تحويل القبلة ضاعت صلاتهم، وليس لهم فيها ثواب؛ فأنزل الله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.

قوله تعالى: {إن الله بالناس لرؤوف رحيم}؛ {لرؤوف} فيها قراءتان: {لرؤف} بحذف الواو بعد الهمزة؛ و {لرؤوف} بإثبات الواو بعد الهمزة؛ وكلتاهما قراءتان سبعيتان؛ هذه الجملة مؤكدة بمؤكدين؛ أحدهما: {إنّ}؛ والثاني: اللام، و {لرؤوف} قال العلماء: إن الرأفة أشد الرحمة؛ فهي رحمة خاصة؛ و {رحيم} أي متصف بالرحمة؛ وقالوا: إنه قدمت {لرؤوف} على {رحيم} ــ مع أن «الرؤوف» أبلغ ــ من أجل مراعاة الفواصل؛ وقال تعالى: {رحيم} لأن هذا يتعلق بفعله ــ أي برحمته الخلق.

الفوائد:

١ ــ من فوائد الآية: فضيلة هذه الأمة حيث هداها الله إلى استقبال بيته الذي هو أول بيت وضع للناس؛ وروى الإمام أحمد في مسنده أن مما يحسدنا عليه اليهود القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها؛ فهم يحسدوننا على هذه الخصلة؛ وكذلك على يوم الجمعة، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين (١)؛ المهم أن استقبال


(١) أخرجه أحمد ص ١٨٦٩، حديث رقم ٢٥٥٤٣؛ وفيه علي بن عاصم شيخ الإمام أحمد؛ قال يعقوب بن شيبة: "كان من أهل الدين، والصلاح، والخير البارع، وكان شديد التوقي، أنكر عليه كثرة الغلط، والخطأ مع تماديه على ذلك" (ميزان الاعتدال ٣/ ١٣٥)؛ وقال الألباني: "ولذلك ضعفه جمهور أئمة الحديث، وكذبه ابن معين وغيره"، (سلسلة الأحاديث الضعيفة ٣/ ٤٤٣)؛ وقال أحمد: "هو والله عندي ثقة، وأنا أحدث عنه" (الكامل في ضعفاء الرجال ٦/ ٣٢٦).